فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (19)

{ ولا تكونوا كالذين نسوا الله } أي تركوا أمره وطاعته ، أو ما قدوره حق قدره أو لم يخافوه أو جميع ذلك { فأنساهم أنفسهم } أي جعلهم ناسين لها بسبب نسيانهم له ، فلم يشتغلوا بالأعمال التي تنجيهم من عذاب الله ولم يكفوا عن المعاصي التي توقعهم فيه ، ففي الكلام مضاف محذوف ، أي أنساهم حظوظ أنفسهم أو تقديم خير لأنفسهم قال سفيان : نسوا حق الله فأنساهم حق أنفسهم وقيل : نسوا الله في الرخاء فأنساهم في الشدائد وقيل نسوا الله بترك شكره وتعظيمه فأنساهم أنفسهم أن يذكر بعضهم بعضا حكاه ابن عيسى وقال سهل ابن عبد الله : نسوا الله عند الذنوب فأنساهم أنفسهم عند التوبة ونسب الله تعالى الفعل إلى نفسه في أنساهم إيذانا بأن ذلك بسبب أمره ونهيه كقوله : أحمدت الرجل إذا وجدته محمودا وأصل نسوا نسيوا يقال نسي ينسى كرضي يرضى { أولئك هم الفاسقون } أي الكاملون في الخروج عن طاعة الله .