الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَإِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا} (12)

قوله تعالى : " وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض " أي شك ونفاق . " ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا " أي باطلا من القول . وذلك أن طعمة بن أبيرق ومعتب بن قشير وجماعة نحو من سبعين رجلا قالوا يوم الخندق : كيف يعدنا كنوز كسرى وقيصر ولا يستطيع أحدنا أن يتبرز ؟ وإنما قالوا ذلك لما فشا في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من قوله عند ضرب الصخرة ، على ما تقدم في حديث النسائي ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَإِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا} (12)

قوله : { وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إَِّلا غُرُورًا } إذْ ، في موضع نصب بفعل مقدر ، وتقديره : اذكر إذ يقول{[3703]} ؛ أي حينئذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم شك في الإيمان أو شبهة أو ضعف : { مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ } إلا باطلا من القول . وذلك أن طعمة بن أبيرق ، وعتب بن قشير ، وجماعة من حو سبعي رجلا ، قالوا يوم الخندق – وقد هزمهم هول الموقف واضطربت نفوسهم أشد اضطراب : كيف يعدنا محمد كنوز كسرى وقيصر ولا يستطيع أحدنا أن يتبرّز .


[3703]:البيان لابن الأنباري ج 2 ص 265