السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا} (12)

ثم إن الله تعالى بيَّن حال غير الثابتين بقوله تعالى : { وإذ يقول المنافقون } معتب بن قشير وقيل : عبد الله بن أبيّ وأصحابه { والذين في قلوبهم مرض } أي : ضعف اعتقاد { ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا } أي : باطلاً استدرجنا به إلى الانسلاخ عما كنا عليه من دين آبائنا ، وإلى الثبات على ما صرنا إليه بعد ذلك الانسلاخ بما وعدنا به من ظهور هذا الدين على الدين كله والتمكين في البلاد حتى حفر الخندق ، فإنه قال : إنه أبصر بما برق له من ضوء صخرة سلمان مدينة صنعاء من اليمن وقصور كسرى من الحيرة من أرض فارس ، وقصور الشام من أرض الروم ، وإن تابعيه ليظهرون على ذلك كله ، وقد صدق الله وعده في جميع ذلك حتى في لبس سراقة بن مالك بن جعشم سوار كسرى بن هرمز كما هو مذكور في دلائل النبوة للبيهقي ، وكذبوا في شكهم ففاز المصدقون وخاب الذين هم في ريبهم يترددون .