تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَإِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا} (12)

{ وإذ يقول المنافقون } منهم أوس بن قيظى ، ومعتب بن قشير الأنصاري { والذين في قلوبهم مرض } يعني الشك { ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا } آية وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه إقبال المشركين من مكة أمر فحفر كل بني أب على حدة ، وصار سلمان الفارسي في بني هاشم ، فأتى سلمان على صخرة ، فلم يستطع قلعها ، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول من سلمان ، فضرب به ثلاث ضربات ، فانصدع الحجر ، وسطع نور من الحجر كأنه البرق ، فقال سلمان : يا رسول الله ، لقد رأيت من الحجر أمرا عجيبا وأنت تضربه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" وهل رأيت" ؟ قال : نعم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :" رأيت الضربة الأولى قوى اليمن ، وفي الضربة الثانية أبيض المدائن ، وفي الضربة الثالث مدائن الروم ، ولقد أوحى الله عز وجل إلى بأنه يفتحهن على أمتي" ، فاستبشر المؤمنون ، وفشا ذلك في المسلمين ، فلما رأوا شدة القتال ، والحصر ارتاب المنافقون ، فأساءوا القول . قال معتب بن قشير بن عدي الأنصاري من الأوس من بني عمرو بن عوف : يعدنا محمد فتح قصور اليمن ، وفارس ، والروم ، ولا يستطيع أحدنا أن يبرز إلى الجلاء حتى يوضع فيه سهم هذا ، والله الغرور من قول ابن عبد المطلب ، وتابعه على ذلك نفر ، فأنزل الله تعالى :{ وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض } يعني كفرا { ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا } . قال معتب بن قشير : إن الذي يقول لهو الغرور ، ولم يقل إن الذي وعدنا الله ورسوله غرورا ، لأنه لا يصدق بأن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول ، فيصدقه ، فقال الله تعالى عن الذي قال محمد هو ما وعد الله ، وهو قول الله عز وجل ، فأكذب الله معتبا .