الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَآۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ} (7)

قوله تعالى : " رب السماوات والأرض " قرأ الكوفيون " رب " بالجر . الباقون بالرفع ، ردا على قوله : " إنه هو السميع العليم " . وإن شئت على الابتداء ، والخبر لا إله إلا هو . أو يكون خبر ابتداء محذوف ، تقديره : هو رب السماوات والأرض . والجر على البدل من " ربك " وكذلك : " ربكم ورب آبائكم الأولين " بالجر فيهما ، رواه الشيزري{[13714]} عن الكسائي . الباقون بالرفع على الاستئناف . ثم يحتمل أن يكون هذا الخطاب مع المعترف بأن الله خلق السماوات والأرض ؛ أي إن كنتم موقنين به فاعلموا أن له أن يرسل الرسل ، ويجوز الكتب . ويجوز أن يكون الخطاب مع من لا يعترف أنه الخالق ، أي ينبغي أن يعرفوا أنه الخالق ، وأنه الذي يحيي ويميت . وقيل : الموقن ها هنا هو الذي يريد اليقين ويطلبه ، كما تقول : فلان ينجد ، أي يريد نجدا . ويتهم ، أي يريد تهامة .


[13714]:هو عيسى بن سليمان أبو موسى الحجازي، كان حجازيا ثم انتقل إلى شيزر(كحيدر، بلدة قرب حماة) وأقام بها إلى أن مات فنسب إليها، أخذ القراءة عرضا وسماعا من الكسائي، وله عنه انفرادات. (غاية النهاية).
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَآۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ} (7)

قوله : { رب السماوات والأرض وما بينهما } تقرأ { رب } بالجر على أنه بدل من { ربك } وبالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف وتقديره : هو رب السماوات والأرض . والمعنى : أن الذي أنزل الكتاب على رسوله ليكون لهؤلاء المشركين رحمة من ربه { رب السماوات والأرض وما بينهما } أي خالقهما ومالكهما والمتصرف في تدبير أمرهما وما بينهما من أشياء وكائنات .

قوله : { إن كنتم موقنين } أي إن كنتم متحققين من أن الله رب السموات والأرض وأن هذا القرآن منزل من عنده وأن محمدا صلى الله عليه وسلم مرسل من ربه .