السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَآۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ} (7)

{ رب } أي : مالك ومنشئ ومدبر { السماوات } أي : جميع الأجرام العالية { والأرض وما بينهما } مما تشاهدون من هذا الفضاء وما فيه من الهواء وغيره مما تعلمون من أكساب العباد وغيرها مما لا تعلمون ، ومن المعلوم أنه ذو العرش والكرسي فعلم بهذا أنه مالك الملك كله ، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بخفض الباء الموحدة على البدل أو البيان أو النعت ، والباقون برفعها على إضمار مبتدأ أو على أنه مبتدأ خبره لا إله إلا هو ، والمقصود من هذه الآية أن المنزِّل إذا كان موصوفاً بهذه الجلالة والكبرياء كان المنزَّل الذي هو القرآن في غاية الشرف والرفعة ، فإن قيل : ما معنى الشرط الذي هو قوله تعالى { إن كنتم موقنين } ؟ أجيب : بأنهم كانوا يقرون بأن للسماوات والأرض رباً وخالقاً فقيل لهم : إن كنتم يا أهل مكة موقنين بأنه تعالى رب السماوات والأرض فأيقنوا بأن محمداً عبده ورسوله .