قوله تعالى : { السماوات والأرض } قرأ الكوفيون بخفض «رَبّ » والباقون برفعه{[50261]} . فالجر على البدل أو البيان ، أو النعت ، والرفع على إضمار مبتدأ ، أو على أنه مبتدأ خبره : { لاَ إله إِلاَّ هُوَ }{[50262]} .
المقصود من هذه الآية أن المنزِّل إذا كان موصوفاً بهذه الجلالة والكبرياء كان المُنزَّل الذي هو القرآن في غاية الشرف والرفعة . ثم قال : { إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ } قال أبو مسلم معناه : إن كنتم تطلبونه{[50263]} وتريدونه فاعرفوا أن الأمور كما قلنا ؛ كقولهم : فُلاَنٌ مُنْجِدٌ مُنْهِمٌ ، أي يريد نَجْداً وتِهَامَةً{[50264]} . وقال الزمخشري : كانوا يقرون بأن ( رب{[50265]} ) السموات والأرض ربُّ خالقٌ فقيل لهم : إن إرسالنا الرسل وإِنْزَالَنَا الكتبَ رحمةً من الرّب ثم قال{[50266]} : إن هذا الرب هو السميع العليم الذي أنتم مقرون به ، ومعترفون بأنه رب السموات والأرض وما بينهما إن كان إقراركم عن علم ويقين ، كما تقول : هذا إنْعَامُ زَيْد الّذِي تَسَامَع الناسُ بكَرَمِهِ إن{[50267]} بَلَغَكَ حديثُه وسمعت بصِيتِهِ{[50268]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.