اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَآۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ} (7)

قوله تعالى : { السماوات والأرض } قرأ الكوفيون بخفض «رَبّ » والباقون برفعه{[50261]} . فالجر على البدل أو البيان ، أو النعت ، والرفع على إضمار مبتدأ ، أو على أنه مبتدأ خبره : { لاَ إله إِلاَّ هُوَ }{[50262]} .

فصل

المقصود من هذه الآية أن المنزِّل إذا كان موصوفاً بهذه الجلالة والكبرياء كان المُنزَّل الذي هو القرآن في غاية الشرف والرفعة . ثم قال : { إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ } قال أبو مسلم معناه : إن كنتم تطلبونه{[50263]} وتريدونه فاعرفوا أن الأمور كما قلنا ؛ كقولهم : فُلاَنٌ مُنْجِدٌ مُنْهِمٌ ، أي يريد نَجْداً وتِهَامَةً{[50264]} . وقال الزمخشري : كانوا يقرون بأن ( رب{[50265]} ) السموات والأرض ربُّ خالقٌ فقيل لهم : إن إرسالنا الرسل وإِنْزَالَنَا الكتبَ رحمةً من الرّب ثم قال{[50266]} : إن هذا الرب هو السميع العليم الذي أنتم مقرون به ، ومعترفون بأنه رب السموات والأرض وما بينهما إن كان إقراركم عن علم ويقين ، كما تقول : هذا إنْعَامُ زَيْد الّذِي تَسَامَع الناسُ بكَرَمِهِ إن{[50267]} بَلَغَكَ حديثُه وسمعت بصِيتِهِ{[50268]} .

/خ7


[50261]:السبعة 592 وإبراز المعاني 682، والإتحاف 388، ومعاني الفراء 3/39، والكشف 2/264.
[50262]:انظر هذه التوجيهات في الكشف المرجع السابق والبيان 2/358، والحجة لابن خالويه 324.
[50263]:في الرازي: تطلبون اليقين وتريدونه.
[50264]:الرازي 27/241.
[50265]:زيادة من النسختين.
[50266]:في الكشاف ثم قيل بالياء.
[50267]:في ب أي.
[50268]:كذا في النسختين وفي الكشاف: بقصته.