قوله تعالى : " قل " أي وقل لهم يا محمد " هو نبأ عظيم " أي ما أنذركم به من الحساب والثواب والعقاب خبر عظيم القدر فلا ينبغي أن يستخف به . قال معناه قتادة . نظيره قوله تعالى : " عم يتساءلون عن النبأ العظيم " [ النبأ : 1 - 2 ] . وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة : يعني القرآن الذي أنبأكم به خبر جليل . وقيل : عظيم المنفعة .
ولما ثبت بهذا وحدانيته وقدرته ولم يزعهم ذلك عن ضلالهم ، ولا ردهم عن عتوهم ومحالهم ، مع كونه موجباً لأن يقبل كل أحد عليه ولا يعدل أبداً عنه ، قال آمراً له بما ينبههم على عظيم خطئهم : { قل هو } أي هذا الأمر الذي تلوته عليكم من الأخبار عن الماضي والآتي من القيامة المشتملة على التخاصم المذكور وغيرها والأحكام والمواعظ ، فثبت بمضمونه الوحدانية ، وتحقق بإعجازه مع ثبوت الوحدانية وتمام القدرة وجميع صفات الكمال أنه كلام الله : { نبؤا عظيم } أي : خبر يفوت الوصف في الجلال والعظم بدلالة العبارة والصفة لا يعرض عن مثله إلا غافل لا وعي له ولا شيء من رأى .
قوله : { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ } { قُلْ هُوَ نَبَأٌ } ، مبتدأ وخبر . و { عَظِيمٌ } صفة لنبأ . والنبأ معناه الخبر ، والمراد به القرآن . لا جرم أنه كتاب الله العظيم فيه خبر الأولين والآخرين وفيه خير الدنيا والآخرة . وقيل : النبأ العظيم ، يراد به ما أنذركم به من قيام الساعة حيث الحشر بأفزاعه وأهواله وما فيه من عظائم الأمور وقواصمها وحيث الحساب والعقاب فذلك كله نبأ هائل ومخُوف ، ما ينبغي لكم أن تستهينوا به أو تغفلوا عنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.