الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَوَسَطۡنَ بِهِۦ جَمۡعًا} (5)

قوله تعالى : " جمعا " مفعول ب " وسطن به جمعا " ، أي فوسطن بركبانهن العدو ، أي الجمع الذي أغاروا عليهم . وقال ابن مسعود : { فوسطن به جمعا } : يعني مزدلفة ، وسميت جمعا لاجتماع الناس . ويقال : وسطت القوم أسطهم وسطا ، أي صرت وسطهم . وقرأ علي رضي الله عنه " فوسطن " بالتشديد ، وهي قراءة قتادة وابن مسعود وأبي رجاء ، لغتان بمعنى ، يقال : جعلها الجمع قسمين . ( بالتشديد والتخفيف ) وتوسطهم بمعنى واحد . وقيل : معنى التشديد : جعلها الجمع قسمين . والتخفيف : صرن في وسط الجمع ، وهما يرجعان إلى معنى الجمع .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَوَسَطۡنَ بِهِۦ جَمۡعًا} (5)

{ فوسطن به جمعا } معنى وسطن : توسطن ، وجمعا اختلف هل المراد به جمع من الناس أو المزدلفة ؛ لأن اسمها جمع ، والضمير المجرور للوقت ، أو للمكان ، أو للعدو ، أو للبقع .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَوَسَطۡنَ بِهِۦ جَمۡعًا} (5)

ولما كان المغير يتوسط الجمع عند اختلال حالهم فيفرق شملهم ؛ لأنهم متى افترقوا حصل فيهم الخلل ، ومتى اختلفوا تخللهم العدو ففرق شملهم ، قال : { فوسطن به } أي بذلك النقع أو الفعل والوقت والموضع . { جمعاً } أي وهو المقصود بالإغارة ، فدخلت في وسط ذلك الجمع لشجاعتها وقوتها وطواعيتها وشجاعة فرسانها .