فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَوَسَطۡنَ بِهِۦ جَمۡعًا} (5)

{ فوسطن به جمعا } أي توسطن بذلك الوقت ، أو توسطن متلبسات بالنقع جمعا من جموع الأعداء ، أو صرن بعدوهن وسط جمع الأعداء ، والباء إما للتعدية أو للحالية أو زائدة ، يقال : وسطت القوم والمكان أسطا وسطا من باب وعد إذا توسطت بين ذلك . والفاعل واسط ، وبه سمي البلد المشهور بالعراق ؛ لأنه توسط الإقليم . تقول : جلست وسْط القوم بالتسكين ؛ لأنه ظرف ، وجلست وسَط الدار بالتحريك ؛ لأنه اسم لما يكتنفه غيره من جهاته .

وكل موضع صلح فيه بين فهو وسْط بالسكون ، وإن لم يصلح فيه بين فهو وسَط بالتحريك ، وربما سكن وليس بالوجه ، و { جمعا } مفعول به ، و الفاآت في المواضع الأربعة للدلالة على ترتب ما بعد كل واحدة منها على ما قبلها .

قرأ الجمهور ( فوسطن ) بتخفيف السين ، وقرئ بالتشديد . قال ابن عباس في الآية : صبحت القوم جميعا ، وفي لفظ : الجمع العدو ، وفي لفظ : إذا توسطت العدو ، وفي لفظ : جمع العدو .