{ جَمْعاً } من جموع الأعداء . ووسطه بمعنى توسطه . وقيل : الضمير لمكان الغارة . وقيل : للعدوّ الذي دلّ عليه { والعاديات } ويجوز أن يراد بالنقع : الصياح ، من قوله عليه الصلاة والسلام : " ما لم يكن نقع ولا لقلقة " ، وقول لبيد :
فَمَتَى يَنْقَعْ صُراخٌ صَادِق ***
أي : فهيجن في المغاز عليهم صياحاً وجلبة . وقرأ أبو حيوة : «فأثرن » بالتشديد ، بمعنى : فأظهرن به غباراً ؛ لأنّ التأثير فيه معنى الإظهار . أو قلب ثورّن إلى وثرن ، وقلب الواو همزة ، وقرىء : «فوسطن » بالتشديد للتعدية . والباء مزيدة للتوكيد ، كقوله : { وَأُتُواْ بِهِ } [ البقرة : 25 ] وهي مبالغة في وسطن . وعن ابن عباس : كنت جالساً في الحجر فجاء رجل فسألني عن { والعاديات ضَبْحاً ( 1 ) } ففسرتها بالخيل ، فذهب إلى عليّ وهو تحت سقاية زمزم ، فسأله وذكر له ما قلت : فقال : ادعه لي ، فلما وقفت على رأسه قال : تفتي الناس بما لا علم لك به ، والله إن كانت لأوّل غزوة في الإسلام بدر ، وما كان معنا إلاّ فرسان : فرس الزبير وفرس للمقداد . { العاديات ضَبْحاً ( 1 ) } الإبل من عرفة إلى المزدلفة ، ومن المزدلفة إلى منى ؛ فإن صحّت الرواية فقد استعير الضبح للإبل ، كما استعير المشافر والحافر للإنسان ، والشفتان للمهر ، والثغر للثورة وما أشبه ذلك . وقيل : الضبح لا يكون إلاّ للفرس والكلب والثعلب . وقيل : الضبح بمعنى الضبع ، يقال : ضبحت الإبل وضبعت : إذا مدّت أضباعها في السير ، وليس بثبت . وجمع : هو المزدلفة .
فإن قلت : علام عطف ( فأثرن ) ؟ قلت : على الفعل الذي وضع اسم الفاعل موضعه ؛ لأنّ المعنى : واللاتي عدون فأورين ، فأغرن ، فأثرن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.