{ فوسطن به جمعاً } أي وسطن بالنقع جمعاً ، وهو مزدلفة ، فوجه القسم على هذا أن الله تعالى أقسم بالإبل لما فيها من المنافع الكثيرة ، وتعريضه بإبل الحج للتّرغيب ، وفيه تقريع لمن لم يحج بعد القدرة عليه ، فإن الكنود هو الكفور ، ومن لم يحج بعد الوجوب موصوف بذلك القول الثاني في تفسير ( والعاديات ) ، قال ابن عباس وجماعة : هي الخيل العادية في سبيل الله ، والضبح صوت أجوافها إذا غدت . قال ابن عباس : وليس شيء من الحيوانات يضبح سوى الفرس ، والكلب ، والثعلب ، وإنما تضبح هذه الحيوانات إذا تغير حالها من فزع أو تعب ، وهو من قول العرب : ضبحته النّار إذا غيرت لونه ، { فالموريات قدحاً }[ العاديات : 2 ] يعني أنها توري النّار بحوافرها إذا سارت في الحجارة ، وقيل : هي الخيل تهيج الحرب ونار العداوة بين فرسانها . وقال ابن عباس : هي الخيل تغزو في سبيل الله ، ثم تأوي باللّيل فيوري أصحابها ناراً ، ويصنعون طعامهم ، وقيل : هو مكر الرّجال في الحرب ، والعرب تقول إذا أراد الرجل أن يمكر بصاحبه : أما والله لأقدحن لك ثم لأورين لك ، { فالمغيرات صبحاً }[ العاديات : 3 ] يعني الخيل تغير بفرسانها على العدو عند الصّباح ؛ لأن النّاس في غفلة في ذلك الوقت عن الاستعداد ، { فأثرن به }[ العاديات : 4 ] أي بالمكان . { نقعاً }[ العاديات : 4 ] أي غباراً . { فوسطن به جمعاً } أي دخلن به ، أي بذلك النّقع ، وهو الغبار . وقيل : صرن بعدوهن وسط جمع العدو ، وهم الكتيبة ، وهذا القول في تفسير هذه الآيات أولى بالصّحة ، وأشبه بالمعنى ؛ لأن الضبح من صفة الخيل ، وكذا إيراء النار بحوافرها ، وإثارة الغبار أيضاً ، وإنما أقسم الله بخيل الغزاة لما فيها من المنافع الدينية ، والدنيوية ، والأجر ، والغنيمة ، وتنبيهاً على فضلها ، وفضل رباطها في سبيل الله عزّ وجلّ ، ولما ذكر الله تعالى المقسم به ذكر المقسم عليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.