السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَوَسَطۡنَ بِهِۦ جَمۡعًا} (5)

{ فوسطن به } أي : بذلك النقع أو العدو أو الوقت { جمعاً } من العدوّ ، أي : صرن وسط العدو وهو الكتيبة ، يقال : وسطت القوم بالتخفيف ، ووسطتهم بالتشديد ، وتوسطتهم بمعنى واحد . وقال القرطبي : يعني جمع منى ، وهو مزدلفة ، فوجه القسم على هذا أنّ الله تعالى أقسم بالإبل لما فيها من المنافع الكثيرة ، وتعريضه بإبل الحج للترغيب فيه ، وفيه تعريض على من لم يحج بعد القدرة عليه ، كما في قوله تعالى : { ومن كفر } [ البقرة : 126 ] أي : من لم يحج { فإنّ الله غنيّ عن العالمين } [ آل عمران : 97 ] .