قوله تعالى : " لتؤمنوا بالله ورسوله " قرأ ابن كثير وابن محيصن وأبو عمرو " ليؤمنوا " بالياء ، وكذلك " يعزروه ويوقروه ويسبحوه " كله بالياء على الخبر . واختاره أبو عبيد لذكر المؤمنين قبله وبعده ، فأما قبله فقوله : " ليدخل " وأما بعده فقوله : " إن الذين يبايعونك " [ الفتح : 10 ] الباقون بالتاء على الخطاب ، واختاره أبو حاتم . " وتعزروه " أي تعظموه وتفخموه ، قاله الحسن والكلبي ، والتعزيز : التعظيم والتوقير . وقال قتادة : تنصروه وتمنعوا منه . ومنه التعزير في الحد . لأنه مانع . قال القطامي :
ألا بكرتْ ميٌّ بغيرِ سَفَاهَةٍ *** تُعَاتِبُ والمَوْدُودُ ينفعُهُ العَزْرُ
وقال ابن عباس وعكرمة : تقاتلون معه بالسيف . وقال بعض أهل اللغة : تطيعوه . " وتوقروه " أي تسودوه ، قاله السدي . وقيل تعظموه . والتوقير : التعظيم والترزين أيضا . والهاء فيهما للنبي صلى الله عليه وسلم . وهنا وقف تام ، ثم تبتدئ " وتسبحوه " أي تسبحوا الله " بكرة وأصيلا " أي عشيا . وقيل : الضمائر كلها لله تعالى ، فعلى هذا يكون تأويل " تعزروه وتوقروه " أي تثبتوا له صحة الربوبية وتنفوا عنه أن يكون له ولد أو شريك . واختار هذا القول القشيري . والأول قول الضحاك ، وعليه يكون بعض الكلام راجعا إلى الله سبحانه وتعالى وهو " وتسبحوه " من غير خلاف . وبعضه راجعا إلى رسول صلى الله عليه وسلم وهو " وتعزروه وتوقروه " أي تدعوه بالرسالة والنبوة لا بالاسم والكنية . وفي " تسبحوه " وجهان : تسبيحه بالتنزيه له سبحانه من كل قبيح . والثاني : هو فعل الصلاة التي فيها التسبيح . " بكرة وأصيلا " أي غدوة وعشيا . وقد مضى القول{[13993]} فيه . وقال الشاعر :
لعمري لأنت البيتُ أُكْرِمَ أهلُه *** وأجلس في أفيائِهِ بالأصائل{[13994]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.