الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{قُلۡ أَتَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرّٗا وَلَا نَفۡعٗاۚ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (76)

قوله تعالى : " قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا " زيادة في البيان وإقامة حجة عليهم{[5823]} ؛ أي أنتم مقرون أن عيسى كان جنينا في بطن أمه ، لا يملك لأحد ضرا ولا نفعا ، وإذ أقررتم أن عيسى كان في حال من الأحوال لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم ولا ينفع ولا يضر ، فكيف اتخذتموه إلها ؟ . " والله هو السميع العليم " أي لم يزل سميعا عليما يملك الضر والنفع . ومن كانت هذه صفته فهو الإله على الحقيقة . والله أعلم .


[5823]:من ع و ك.