{ قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم 76 } .
{ قل أتعبدون } أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول لهم هذا القول إلزاما لهم وقطعا لشبهتهم بعد تعجبه من أحوالهم أي أتعبدون { من دون الله } متجاوزين إياه { ما لا يملك لكم ضررا ولا نفعا } بل هو عبد مأمور ، وما جرى على يده من النفع أو وقع من الضرر فهو بإقدار الله له وتمكينه منه ، وأما هو ، فهو يعجز عن أن يملك لنفسه شيئا من ذلك فضلا عن أن يملكه لغيره ، ومن كان لا ينفع ولا يضر فكيف تتخذونه إلها وتعبدونه وأي سبب يقتضي ذلك ؟ والمراد هنا المسيح عليه السلام .
وإيثار { ما } على { من } لتحقيق ما هو المراد من كونه بمعزل عن الألوهية رأسا ببيان انتظامه عليه السلام في سلك الأشياء التي لا قدرة لها على شيء أصلا ، وقدم سبحانه الضر على النفع لأن دفع المفاسد أهم من جلب المصالح ، وهذا دليل قاطع على أن أمره مناف للربوبية والإلهية حيث لا يستطيع ضرا ولا نفعا ، وصفة الرب والإله أن يكون قادرا على كل شيء لا يخرج مقدور عن قدرته ، وهذا في حق عيسى النبي ، فما ظنك بولي من الأولياء ؟ فإنه أولى بذلك .
{ و } الحال أن { الله هو السميع العليم } ومن كان كذلك فهو القادر على الضر والنفع لإحاطته بكل مسموع ومعلوم ، ومن جملة ذلك مضاركم ومنافعكم ، وقيل : إن الله هو المستحق للعبادة أنه يسمع كل شيء ويعلمه وإليه ينحو كلام الزمخشري .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.