جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُلۡ أَتَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرّٗا وَلَا نَفۡعٗاۚ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (76)

{ قل } : يا محمد لمن يعبد غير الله ومنهم النصارى { أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا } : لا يملك{[1294]} أن يدفع عنكم ضر المصائب ولا أن يوصل إليكم نفع الصحة والسعة { والله هو السميع } : بالأقوال { العليم } : بالعقائد فيجازى عنها .


[1294]:والمراد هنا المسيح عليه السلام وإيثار (ما) على (من) لتحقيق ما هو المراد من كونه بمعزل من الألوهية ببيان انتظامه عليه السلام في سلك الأشياء التي لا قدرة لها على شيء أصلا، وقدم سبحانه الضر على النفع لأن دفع المفاسد أهم من جلب المصالح وهذا دليل قاطع على أن أمره مناف للربوبية والإلهية حيث لا يستطيع ضرا ولا نفعا وصفة الرب والإله أن يكون قادرا على كل شيء لا يخرج مقدور عن قدرته وهذا في حق عيسى النبي فما ظنك بولي من الأولياء، فإنه أولى بذلك/12 فتح.