فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قُلۡ أَتَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرّٗا وَلَا نَفۡعٗاۚ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (76)

{ قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم } هذه حجة لله تعالى بالغة ، وإنكار على كل أهل العقائد الزائغة المتجاوزين عبادة القدوس المهيمن إلى عبادة مخلوق عاجز ، ومتجاوزين دعاء القريب المجيب العليم الحكيم إلى دعاء ما لا يسمع ولا يبصر ، ولو سمع ما استجاب ، فهو لا يملك نفعا ولا يدفع ضرا عن نفسه ، فضلا عن أن يهب شيئا من ذلك لغيره ؛ ومن المفسرين( {[1842]} ) من وجه معنى الآية الكريمة إلى الإنكار على عبدة الأصنام والأنداد والأوثان ، وقال : فلم عدلتم عنه إلى عبادة جماد لا يبصر ولا يعلم شيئا ؛ لكن السياق إلى غير هذا ، فما قبل الآية وما بعدها إنما هو في كفر من كفر من بني إسرائيل ؛ ومن المفسرين( {[1843]} ) من قال : المراد هنا المسيح عليه السلام ؛ ومنهم( {[1844]} ) من قال : والمراد بما لا يملك عيسى ، أو : هو وأمه . . ؛ ولكن الآية تعم .


[1842]:ومنهم ابن كثير- رحمه الله تعالى-.
[1843]:كالشوكاني- رحمه الله- في فتح القدير؛ ومن قبله القرطبي، في الجامع لأحكام القرآن؛ والنيسابوري، في تفسير غرائب القرآن؛ وقبلهم الطبري، في جامع البيان.
[1844]:إلى هذا ذهب الألوسي- رحمه الله- صاحب روح المعاني.