الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ أَتَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرّٗا وَلَا نَفۡعٗاۚ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (76)

قوله : ( قُلَ اَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً ) الآية [ 78 ] .

المعنى : قل يا محمد لهؤلاء القائلين في المسيح ما ذكرت عنهم : أتعبدون سوى الله الذي يملك ضركم ونفعكم ، والذي خلقكم ورزقكم ، فيخبرهم تعالى أن المسيح –الذي( {[17304]} ) زعموا أنه إلهٌ( {[17305]} )- لا يملك لهم دَفْع ضُرٍّ إِنْ أَحَلَّهُ الله [ بهم ]( {[17306]} ) ، ولا صَرْفَ نَفْعٍ إن أعطاهم الله إيّاه( {[17307]} ) .

( وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ) أي : أنتم أقررتم أن عيسى كان في حال لا يسمع ولا يعلم ، والله لم يزل سميعاً عليماً( {[17308]} ) ، " وهذا من ألطف ما يكون من الكناية " ( {[17309]} ) . وقيل : المعنى : ( هُوَ السَّمِيعُ ) لاستغفارهم لو استغفروه من قولهم في المسيح ، ( العَلِيمُ ) بتوبتهم –لو تابوا منه- وبغير ذلك من أمورهم( {[17310]} ) .


[17304]:- د: الذين.
[17305]:- ب د: الله.
[17306]:- أ: لهم.
[17307]:- أ: لهم.
[17308]:- انظر: إعراب النحاس 1/513، ونقل معناه في المحرر 5/163.
[17309]:- غريب ابن قتيبة 145.
[17310]:- هو قول الطبري في تفسيره 10/487.