الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ} (8)

قوله تعالى : " فإذا نقر في الناقور " إذا نفخ في الصور . والناقور : فاعول من النقر ، كأنه الذي من شأنه أن ينقر فيه للتصويت ، والنقر في كلام العرب : الصوت ، ومنه قول امرئ القيس :

أُخَفِّضُهُ بالنقر لَمَّا عَلَوْتُهُ *** ويَرْفَعُ طَرْفًا غيرَ خافٍ غَضِيضِ

وهم يقولون : نقر باسم الرجل إذ دعاه مختص له بدعائه . وقال مجاهد وغيره : هو كهيئة البوق ، ويعني به النفخة الثانية . وقيل : الأولى ؛ لأنها أول الشدة الهائلة العامة . وقد مضى الكلام في هذا مستوفى في " النمل{[15563]} " و " الأنعام{[15564]} " وفي كتاب " التذكرة " ، والحمد لله . وعن أبي حَبَّان قال : أمنا زرارة بن أوفى فلما بلغ " فإذا نقر في الناقور " خر ميتا .


[15563]:راجع جـ 13 ص 339.
[15564]:راجع جـ 7 ص 30.