فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ} (8)

{ فإذا نقر في الناقور } فاعول من النقر كأنه من شأنه أن ينقر فيه للتصويت ، والنقر في كلام العرب الصوت ويقولون نقر باسم الرجل إذا دعاه ، والمراد هنا النفخ في الصور ، والمراد النفخة الثانية وقيل الأولى ، وقد تقدم الكلام على هذا في سورة الأنعام وسورة النحل ، والفاء للسببية كأنه قيل اصبر على أذاهم فبين أيديهم يوم هائل يلقون فيه عاقبة أمرهم .

قال ابن عباس : الناقور الصور أي القرن الذي هو مستطيل وفيه ثقب بعدد الأرواح كلها وتجمع الأرواح في تلك الثقب ، فيخرج من كل ثقبة روح إلى الجسد الذي نزعت منه فيعود الجسد حيا بإذن الله تعالى كما مر غير مرة ، والعالم في " إذا " ما دل عليه قوله الآتي { فذلك يومئذ } الخ فإن معناه عسر الأمر عليهم ، وقيل العالم فيه ما دل عليه قوله { فذلك } لأنه إشارة إلى النقر أي وقت النقر وهو النفخة يوم القيامة { يومئذ } بدل مما قبله وهو اسم الإشارة ، وبنى يوم لإضافته إلى غير متمكن وهو إذ وتنوينها عوض عن الجملة أي يوم إذ نفخ في الصور ، وخبر ذلك { يوم عسير } أي شديد .