في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{جَزَآءٗ مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَابٗا} (36)

( جزاء من ربك عطاء حسابا ) . . ونلمح هنا ظاهرة الأناقة في التعبير والموسيقى في التقسيم بين( جزاء )و( عطاء ) . . كما نلمحها في الإيقاع المشدود في الفواصل كلها على وجه التقريب . . وهي الظاهرة الواضحة في الجزء كله إجمالا .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{جَزَآءٗ مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَابٗا} (36)

جزاء من ربك بمقتضى وعده عطاء تفضلا منه إذ لا يجب عليه شيء وهو بدل من جزاء وقيل منتصب به نصب المفعول به حسابا كافيا من أحسبه الشيء إذا كفاه حتى قال حسبي أو على حسب أعمالهم وقرئ حسابا أي محسبا كالدراك بمعنى المدرك .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{جَزَآءٗ مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَابٗا} (36)

واختلف المتألون : في قوله : { حساباً } ، فقال جمهور المفسرين واللغويين معناه : محسباً ، كافياً في قولهم أحسبني هذا الأمر أي كفاني ، ومنه حسبي الله ، وقال مجاهد معناه : إن { حساباً } معناه بتقسط على الأعمال لأن نفس دخول الجنة برحمة الله وتفضله لا بعمل ، والدرجات فيها والنعيم على قدر الأعمال ، فإذا ضاعف الله لقوم حسناتهم بسبعمائة مثلاً ومنهم المكثر من الأعمال والمقل أخذ كل واحد سبعمائة بحسب عمله وكذلك في كل تضعيف ، فالحساب ها هو موازنة أعمال القوم . وقرأ الجمهور «حِسَاباً » : بكسر الحاء وتخفيف السين المفتوحة ، وقرأ ابن قطب «حَسّاباً » : بفتح الحاء وشد الشين . قال أبو الفتح جاء بالاسم من أفعل على فعال ، كما قالوا أدرك فهو : دراك ، فقرأ ابن عباس وسراج : «عطاء حسناً » بالنون من الحسن وحكى عنه المهدوي أنه قرأ «حَسْباً » بفتح الحاء وسكون السين والباء ، وقرأ شريح بن يزيد الحمصي : «حِسَّاباً » بكسر الحاء وشد السين المفتوحة .