في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يَٰوَيۡلَتَىٰ لَيۡتَنِي لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِيلٗا} (28)

21

يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا . . فلانا بهذا التجهيل ليشمل كل صاحب سوء يصد عن سبيل الرسول ويضل عن ذكر الله . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{يَٰوَيۡلَتَىٰ لَيۡتَنِي لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِيلٗا} (28)

{ يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا } يعني : مَن{[21506]} صرفه عن الهدى ، وعدل به إلى طريق الضلالة [ من دعاة الضلالة ]{[21507]}- ، وسواء في ذلك أمية بن خلف ، أو أخوه أبي بن خلف ، أو غيرهما .


[21506]:- في ف ، أ : "لمن".
[21507]:- زيادة من ف ، أ.
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{يَٰوَيۡلَتَىٰ لَيۡتَنِي لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِيلٗا} (28)

{ يا ويلتى } وقرئ بالياء على الأصل . { ليتني لم اتخذ فلانا خليلا } يعني من أضله وفلان كناية عن الأعلام كما أن هنا كناية عن الأجناس .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{يَٰوَيۡلَتَىٰ لَيۡتَنِي لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِيلٗا} (28)

وقوله { يا ويلتى } التاء فيه{[8820]} عوض من الياء في يا ويلي والألف هي التي في قولهم يا غلاماً وهي لغة ، وقرأت فرقة بإمالة { يا ويلتى } قال أبو علي : وترك الإمالة أحسن لأن أصل هذه اللفظة الياء { يا ويلتى } فبدلت الكسرة فتحة والياء ألفاً فراراً من الياء ، فمن أمال رجع إلى الذي فر منه أولاً .


[8820]:الصواب أن يقال: الفتحة فيه عوض عن الياء، لأن الياء ذهبت، وجاءت بدلا منها الفتحة لتناسب الألف، ويؤيد هذا كلام أبي علي بعد ذلك.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{يَٰوَيۡلَتَىٰ لَيۡتَنِي لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِيلٗا} (28)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{يا ويلتى} يدعو بالويل، ثم يتمنى، فيقول: يا {ليتني لم اتخذ فلانا خليلا}، يعني: يا ليتني لم أطع فلانا...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{يا ويلتى لم أتخذ فلانا خليلا} يحتمل الإنسان، ويحتمل الشيطان، أي لم أتخذ الشيطان خليلا، ولم أطعه في ما دعاني إليه 4، والإنسان الذي قلده في ما قلده.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 27]

يندم الكافر على صحبة الكفار. ودليل الخطاب يقتضي سرورَ المؤمنين بمصاحبة أخدانهم وأحبائهم في الله، وأمَّا الكافر فَيُضِلُّ صاحبَه فيقع معه في الثبور، ولكن المؤمن يهدي صاحبه إلى الرشد فيصل به إلى السرور.

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :

" يا ويلتا "دعاء بالويل والثبور على محالفة الكافر ومتابعته. "ليتني لم أتخذ فلانا خليلا"... وكني عنه ولم يصرح باسمه لئلا يكون هذا الوعد مخصوصا به ولا مقصورا، بل يتناول جميع من فعل مثل فعلهما. وقال مجاهد وأبو رجاء: الظالم عام في كل ظالم، وفلان: الشيطان. واحتج لصاحب هذا القول بأن بعده "وكان الشيطان للإنسان خذولا".

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما تأسف على مجانبة الرسول، تندم على مصادقة غيره بقوله: {يا ويلتي} أي يا هلاكي الذي ليس لي منادم غيره لأنه ليس بحضرتي سواه. ولما كان يريد محالاً، عبر بأداته فقال: {ليتني لم أتخذ فلاناً} يعني الذي أضله -يسميه باسمه، وإنما كنى عنه وهو سبحانه لا يخاف من المناواة، ولا يحتاج إلى المداجاة، إرادة للعموم وإن كانت الآية نزلت في شخص معين {خليلاً} أي صديقاً أوافقه في أعماله لما علمت من سوء عاقبتها.

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

ويلتا: الألف مقلوبة عن ياء المتكلم، والويلة بمعنى الهلاك، فهو ينادي هلاكه الذي نزل به، وذلك للشعور بما نزل به، فكأنه ينادى بهلاكه إيماء إلى نزوله به، وكأنه يناديه تحسرا، وكأنه يقول يا هلاكي أقبل فهذا وقتك، فإنك نازل لا محالة، وفيه إشعار بأنه يستحقه، ولقد كان في الآية السابقة يتمنى أن يتخذ مع الرسول السبيل الجيد المستقيم، فهنا يتمنى أنه لم يتخذ فلانا خليلا صادقا يخاله ويوده، ويقترن به ويتبعه، ليت وهل ينفع شيئا ليت، وفلان كناية عن صاحبه وأصحابه، ويتمنى أن لو كان لم يتخذهم أخلاء له، ويتحقق قوله تعالى: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين (67)} [الزخرف]. وهذه الآية وإن كان موضوعها في اليوم الآخر، يشير إلى سبب الفساد بين الناس في دار الابتلاء، والسبب يتلخص في أمرين: أولهما صحبة السوء، فإن صاحب السوء أخو الشيطان يسهل للشيطان سبيله، ثانيهما الرأي الفاسد، فإنه يكثر فيه خلان السوء ودعاة الشر، والتخذيل عن الخير.

التيسير في أحاديث التفسير للمكي الناصري 1415 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 27]

وبين كتاب الله أن الشأن في خصوم الرسالات والرسل أن لا يستيقظوا من غفلتهم، ولا يقوموا من عثرتهم، إلا بعد فوات الوقت وضياع الفرصة، فيندمون ولات حين مندم، معترفين في نفس الوقت بأنهم وقعوا في شرك الضلال على أيدي الضالين المضلين، من أخلائهم وأصدقائهم في الدنيا، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا}.