مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{يَٰوَيۡلَتَىٰ لَيۡتَنِي لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِيلٗا} (28)

{ يا ويلتى } وقرىء { يا ويلتي } بالياء وهو الأصل ، لأن الرجل ينادي ويلته وهي هلكته يقول لها تعالي فهذا أوانك . وإنما قلبت الياء ألفاً كما في «صحارى » و«مدارى » { لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } فلان : كناية عن الأعلام ، فإن أريد بالظالم عقبة لما رُوي أنه اتخذ ضيافة فدعا إليها رسول الله عليه الصلاة والسلام فأبى أن يأكل من طعامه حتى ينطق بالشهادتين ففعل ، فقال له أبيّ بن خلف وهو خليله : وجهي من وجهك حرام إلا أن ترجع فارتد . فالمعنى يا ليتني لم أتخذ أبياً خليلاً ، فكنى عن اسمه . وإن أريد به الجنس فكل من اتخذ من المضلين خليلاً كان لخليله اسم علم لا محالة فجعل كناية عنه . وقيل : هو كناية عن الشيطان .