البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{يَٰوَيۡلَتَىٰ لَيۡتَنِي لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِيلٗا} (28)

فلان كناية عن علم من يعقل .

ثم ينادي بالويل والحسرة يقول { يا ويلتي } أي يا هلكاه كقوله { يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله } وقرأ الحسن وابن قطيب { يا ليتني } بكسر التاء والياء ياء الإضافة وهو الأصل لأن الرجل ينادي ويلته وهي هلكته يقول لها تعالي فهذا أوانك .

وقرأت فرقة بالإمالة .

قال أبو علي : وترك الإمالة أحسن لأن هذه اللفظة الياء فبدلت الكسرة فتحة والياء ألفاً فراراً من الياء فمن أمال رجع إلى الذي عنه فر أولاً .

وفلان كناية عن العلم وهو متصرف .

وقل كناية عن نكرة الإنسان نحو : يا رجل وهو مختص بالنداء ، وفلة بمعنى يا امرأة كذلك ولام فل ياء أو واو وليس مرخماً من فلان خلافاً للفراء .

ووهم ابن عصفور وابن مالك وصاحب البسيط في قولهم فل كناية عن العلم كفلان .

وفي كتاب سيبويه ما قلناه بالنقل عن العرب .