الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَٰوَيۡلَتَىٰ لَيۡتَنِي لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِيلٗا} (28)

وأخرج عبد بن حميد وابن حاتم عن سعيد بن المسيب قال : نزلت في أمية بن خلف ، وعقبة بن أبي معيط ، { ويوم يعض الظالم على يديه } قال : هذا عقبة . { لم أتخذ فلاناً خليلاً } قال : أمية ، وكان عقبة خدناً لأمية فبلغ أمية أن عقبة يريد الإِسلام ، فأتاه وقال وجهي من وجهك حرام إن أسلمت أن أكلمك أبداً . ففعل ، فنزلت هذه الآية فيهما .

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي مالك في قوله { لم أتخذ فلاناً خليلاً } قال : عقبة بن أبي معيط ، وأمية بن خلف كانا متواخيين في الجاهلية يقول أمية بن خلف : يا ليتني لم أتخذ عقبة بن أبي معيط خليلاً .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن ميمون في قوله { ويوم يعض الظالم على يديه } قال : " نزلت في عقبة بن أبي معيط ، وأبي بن خلف ، دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عقبة في حاجة وقد صنع طعاماً للناس ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى طعامه قال : لا . . . حتى تسلم . فأسلم فأكل . . . وبلغ الخبر أبي بن خلف ، فأتى عقبة فذكر له ما صنع فقال له عقبة : أترى مثل محمد يدخل منزلي وفيه طعام ثم يخرج ولا يأكل ! قال : فوجهي من وجهك حرام حتى ترجع عما دخلت فيه . فرجع . فنزلت الآية .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال { ويوم يعض الظالم على يديه } قال : أبي بن خلف ، وعقبة بن أبي معيط . وهما الخليلان في جهنم على منبر من نار .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال : ذكر لنا أن رجلاً من قريش كان يغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلقيه رجل من قريش - وكان له صديقاً - فلم يزل به حتى صرفه وصده عن غشيان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله فيهما ما تسمعون .

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد { يا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً } قال : الشيطان .