في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَأَقۡبَلَتِ ٱمۡرَأَتُهُۥ فِي صَرَّةٖ فَصَكَّتۡ وَجۡهَهَا وَقَالَتۡ عَجُوزٌ عَقِيمٞ} (29)

( فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها . وقالت : عجوز عقيم ) . . وقد سمعت البشرى ، فبغتت وفوجئت ، فندت منها صيحة الدهش ، وعلى عادة النساء ضربت خديها بكفيها . وقالت : عجوز عقيم . تنبئ عن دهشتها لهذه البشرى وهي عجوز . وقد كانت من الأصل عقيما . وقد أخذتها المفاجأة العنيفة التي لم تكن تتوقعها أبدا ، فنسيت أن البشرى تحملها الملائكة ! عندئذ ردها المرسلون إلى الحقيقة الأولى . حقيقة القدرة التي لا يقيدها

شيء ، والتي تدبر كل أمر بحكمة وعلم :

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَأَقۡبَلَتِ ٱمۡرَأَتُهُۥ فِي صَرَّةٖ فَصَكَّتۡ وَجۡهَهَا وَقَالَتۡ عَجُوزٌ عَقِيمٞ} (29)

{ فأقبلت امرأته في صرة } في صيحة وضجة تعجبا من هذه البشرى ؛ من الصرير وهو الصوت ومنه صرير الباب : أي صوته . { فصكت وجهها } لطمته بيدها تعجبا ، وهو فعل النساء إذا تعجبن من شيء . والصك : الضرب الشديد بالشيء العريض .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَأَقۡبَلَتِ ٱمۡرَأَتُهُۥ فِي صَرَّةٖ فَصَكَّتۡ وَجۡهَهَا وَقَالَتۡ عَجُوزٌ عَقِيمٞ} (29)

ولما كانا بعيدين عن قبول الولد ، تسبب عن ذلك قوله ، دالاًّ على أن الولد إسحاق مع الدلالة على أن خفاء الأسباب لا يؤثر في وجود{[61383]} المسببات : { فأقبلت } أي من{[61384]} سماع هذا الكلام { امرأته } ولما كانت قد امتلأت عجباً ، عبر بالظرف فقال : { في صرة } أي صيحة وكرب من الصرير قد أحاط بها ، فذهب وهمهما في{[61385]} ذلك كل مذهب { فصكت } أي ضربت بسبب تعجبها بأطراف أناملها فعل المتعجب { وجهها } لتلاشي أسباب الولد في علمها بسبب العادة مع معرفتها بأن العبرة في الأسباب وإن كانت سليمة بالمسبب لا بها ، قال البغوي{[61386]} : وأصل الصك ضرب الشيء بالشيء العريض { وقالت } تريد أن تستبين الأمر هل الولد منها أم من غيرها : { عجوز } ومع العجز { عقيم * } فهي في حال شبابها لم تكن تقبل الحبل ، قال القشيري رحمه الله تعالى : قيل : إنها كانت يومئذ ابنة ثمان وتسعين سنة .


[61383]:من مد، وفي الأصل: الوجود.
[61384]:من مد، وفي الأصل: في.
[61385]:زيد في الأصل: كل، ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.
[61386]:راجع معالم التنزيل بهامش اللباب 6/203.