فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَقۡبَلَتِ ٱمۡرَأَتُهُۥ فِي صَرَّةٖ فَصَكَّتۡ وَجۡهَهَا وَقَالَتۡ عَجُوزٌ عَقِيمٞ} (29)

{ فأقبلت امرأته } أي سارة { في صرة } لم يكن هذا الإقبال من مكان إلى مكان ، وإنما هو كقولك : أقبل يشتمني أي أخذ في شتمي كذا قال الفراء وغيره ، والصرة الصيحة والضجة . أي : جاءت صائحة لأنها لما بشرت بالولد وجدت حرارة الدم ، أي دم الحيض ، وقيل الصرة : الجماعة من الناس ، قال الجوهري : الضجة والصيحة والصرة الجماعة ، والصرة الشدة من حرب أو غيره ، وقال عكرمة وقتادة : إنها الرنة والتأوه ، والمعنى أنها كانت في زاوية من زوايا البيت تنظر إليهم فأقبلت في صيحة أو ضجة أو في جماعة من الناس يستمعون كلام الملائكة .

{ فصكت وجهها } أي ضربت بيدها مبسوطة على وجهها كما جرت بذلك عادة النساء عند التعجب ، قال مقاتل والكلبي : جمعت أصابعها فضربت جبينها تعجبا ، ومعنى الصك ضرب الشيء بالشيء العريض يقال : صكه أي ضربه ، وقال ابن عباس : في صرة في صيحة ، فصكت لطمت { وقالت } كيف ألد { وأنا عجوز عقيم } استبعدت ذلك لكبر سنها ، ولكونها عقيما لا تلد .