البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَأَقۡبَلَتِ ٱمۡرَأَتُهُۥ فِي صَرَّةٖ فَصَكَّتۡ وَجۡهَهَا وَقَالَتۡ عَجُوزٌ عَقِيمٞ} (29)

{ فأقبلت امرأته في صرة } : أي إلى بيتها ، وكانت في زاوية تنظر إليهم وتسمع كلامهم .

وقيل : { فأقبلت } ، أي شرعت في الصياح .

قيل : وجدت حرارة الدم ، فلطمت وجهها من الحياء .

والصرة ، قال ابن عباس ومجاهد والضحاك وسفيان : الصيحة .

قال الشاعر :

فألحقنا بالهاديات ودونه *** حواجرها في صرة لم تزيل

وقال قتادة وعكرمة : الرنة .

قيل : قالت أوّه بصياح وتعجب .

وقال ابن بحر : الجماعة ، أي من النسوة تبادروا نظراً إلى الملائكة .

وقال الجوهري : الصرة : الصيحة والجماعة والشدة .

{ فصكت وجهها } : أي لطمته ، قاله ابن عباس ، وكذلك كما يفعله من يرد عليه أمر يستهوله ويتعجب منه ، وهو فعل النساء إذا تعجبن من شيء .

وقال السدي وسفيان : ضربت بكفها جبهتها ، وهذا مستعمل في الناس حتى الآن .

{ وقالت عجوز عقيم } : أي إنا قد اجتمع فيها أنها عجوز ، وذلك مانع من الولادة ، وأنها عقيم ، وهي التي لم تلد قط ، فكيف ألد ؟ تعجبت من ذلك .