النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَأَقۡبَلَتِ ٱمۡرَأَتُهُۥ فِي صَرَّةٖ فَصَكَّتۡ وَجۡهَهَا وَقَالَتۡ عَجُوزٌ عَقِيمٞ} (29)

{ فَأَقْبَلَتِ امْرَأتُهُ فِي صَرَّةٍ } فيها ثلاثة أقاويل :

أحدها : الرنة والتأوه ، قاله قتادة ، ومنه قول الشاعر :

وشربة من شراب غير ذي نفس *** في صرة من تخوم الصيف وهاج

الثاني : أنها الصيحة ، قاله ابن عباس ومجاهد ، ومنه أخذ صرير الباب ، ومنه قول امرىء القيس :

فألحقه بالهاديات ودونه *** جواحرها في صرة لم تزيل{[2766]}

الثالث : أنها الجماعة ، قاله ابن بحر ، ومنه المصراة من الغنم لجمع اللبن في ضرعها . وسميت صرة الدراهم فيها ، قال الشاعر :

رب غلام قد صرى في فقرته *** ماء الشباب عنفوان سنبته{[2767]}

وأما قوله { فَصَكَّتْ وَجْهَهَا } ففيه قولان :

أحدهما : معناه لطمت وجهها ، قاله ابن عباس .

الثاني : أنها ضربت جبينها تعجباً .

{ وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } أي ، أتلد عجوز عقيم ؟ قاله مجاهد والسدي .


[2766]:البيت من معلقة امرئ القيس. والهاديات أوائل بقر الوحش. وجوارحها المتخلفات منها. ولم تزيل أي لم تتفرق. والمعنى لما لحق هذا الفرس أوائل بقر بقيت أواخرها في جماعة لم تتفرق. انظر شرح المعلقات 95 لأبي بكر الأنباري.
[2767]:للأغلب العجلي، كما في اللسان (صرى).