السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَأَقۡبَلَتِ ٱمۡرَأَتُهُۥ فِي صَرَّةٖ فَصَكَّتۡ وَجۡهَهَا وَقَالَتۡ عَجُوزٌ عَقِيمٞ} (29)

{ فأقبلت } أي : من سماع هذا الكلام { امرأته } سارة قيل : لم يكن ذلك إقبالاً من مكان إلى مكان بل كانت في البيت ، فهو كقول القائل : أقبل يفعل كذا إذا أخذ فيه وقوله تعالى : { في صرّة } أي : صيحة حال ، أي : جاءت صائحة لأنها قد امتلأت عجباً { فصكت } قال ابن عباس : لطمت { وجهها } واختلف في صفته فقيل : هو الضرب باليد مبسوطة وقيل : هو ضرب الوجه بأطراف الأصابع فعل المتعجب ، وهي عادة النساء إذا أنكرن شيئاً ، وأصل الصك ضرب الشيء بالشيء العريض . وقيل : جمعت أصابعها وضربت جبهتها عجباً وذاك من عادة النساء أيضاً إذا أنكرن شيئاً { وقالت } تريد أن تستبين الأمر هل الولد منها أو من غيرها { عجوز } قال القشيري : قيل إنها كانت يومئذ ابنة ثمان وتسعين سنة ومع ذلك { عقيم } فهي حال شبابها لم تكن تقبل الحبل فلم تلد قط .