تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَأَقۡبَلَتِ ٱمۡرَأَتُهُۥ فِي صَرَّةٖ فَصَكَّتۡ وَجۡهَهَا وَقَالَتۡ عَجُوزٌ عَقِيمٞ} (29)

الآية 29 وقوله تعالى : { فأقبلت امرأته في صرّةٍ فصكّت وجهها } ذكر ههنا الإقبال ، وقال في آية أخرى في سورة هود : { وامرأتُه قائمة فضحكت فبشّرناها بإسحاق } [ الآية : 71 ] .

فجائز ألا يكون على حقيقة الإقبال ، ولكن لمّا ذكر فعلها ، وهو{[19909]} الصّرّة وصكّ الوجه ، ذكر الإقبال . غير أن كان منها الإقبال من المكان ، أي أقبلت ، فصكّت وجهها في صرّة كما قال عز وجل : { ألم تر إلى ربك كيف مدّ الظل } ؟ [ الفرقان : 45 ] أمر بالرؤية والنظر إلى الفعل الذي ذكر ، وهو مدّ الظل ، وإذا ذكر النفس دون الفعل فالمراد منه النظر إلى نفسه ، لا غير ، والله أعلم . فعلى ذلك هذا .

ثم قوله تعالى : { في صرّة } أي في صيحة . وقوله عز وجل : { فصكّت وجهها } أي ضربت وجهها بيدها تعجُّبا منها بتلك البشارة التي بُشّرت بالولادة .

وقوله تعالى : { وقالت عجوز عقيم } وكانت كما أخبرت عجوزا عقيما .


[19909]:في الأصل وم: وهي.