في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ} (3)

وتثني باستنكار لهذا الفعل وهذا الخلق في صيغة تضخم هذا الاستنكار :

( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ? ) . .

والمقت الذي يكبر ( عند الله ) . . هو أكبر المقت وأشد البغض وأنكر النكر . . وهذا غاية التفظيع لأمر ، وبخاصة في ضمير المؤمن ، الذي ينادى بإيمانه ، والذي يناديه ربه الذي آمن به .

/خ4

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ} (3)

{ كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } عظم قولكم مالا تفعلون مقتا عند الله ، والمقت " أشد البغض ، و " مقتا " تمييز محول عن الفاعل ، والأصل : كبر مقت قولكم ؛ أي المقت المترتب على قولكم المذكور .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ} (3)

كبر مقتاً : ما أعظمه من بغض . المقت أشد البغض ، ويقال رجل مقيت وممقوت إذا كان مبغضا للناس .

ثم بيّن الله شدة قبحِ مخالفة القول للعمل وأنه بلغ الغاية في بُغض الله له فقال : { كَبُرَ مَقْتاً عِندَ الله أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ } .

إن أبغضَ شيء عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ، فتحَلُّوا بالصدق ، والوفاء بالوعد ، وجميل الخصال تنتصروا .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ} (3)

فهل تليق بالمؤمنين هذه الحالة الذميمة ؟ أم من أكبر المقت عند الله أن يقول العبد ما لا يفعل ؟ ولهذا ينبغي للآمر بالخير أن يكون أول الناس إليه مبادرة ، وللناهي عن الشر أن يكون أبعد الناس منه ، قال تعالى : { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } وقال شعيب عليه الصلاة والسلام لقومه : { وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه } .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ} (3)

قوله :{ كبر مقتا عند الله } أي عظم ذلك في البغض { أن تقولوا ما لا تفعلون } .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ} (3)

الخامسة- { كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } قد يحتج به في وجوب الوفاء في اللجاج والغضب على أحد قولي الشافعي . و " أن " وقع بالابتداء وما قبلها الخبر ، وكأنه قال : قولكم ما لا تفعلون مذموم ، ويجوز أن يكون خبر ابتداء محذوف . الكسائي : " أن " في موضع رفع ؛ لأن { كبر } فعل بمنزلة بئس رجلا أخوك ، و " مقتا " نصب بالتمييز ، المعنى كبر قولهم ما لا يفعلون مقتا ، وقيل : هو حال ، والمقت والمقاتة مصدران ، يقال : رجل مقيت وممقوت إذا لم يحبه الناس .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ} (3)

قوله : { كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } مقتا ، منصوب على أنه تمييز ، وتقديره كبر المقت مقتا{[4523]} والمقت معناه البغض . أي عظم بغضا عند الله { أن تقولوا ما لا تفعلون } وهو المخصوص بالذم . وذلك تأكيد للإنكار على القول أو الوعد الذي لا يعقبه عمل أو وفاء . وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " آية المنافق ثلاث : إذا وعد أخلف ، وإذا حدث كذب ، وإذا أوتمن خان " ، وقد روى الإمام أحمد وأبو داود عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا صبي فذهبت لأخرج لألعب ، فقالت أمي : يا عبد الله ، تعال أعطك . فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وما أردت أن تعطيه ؟ " قالت : تمرا . فقال : " أما إنك لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة " وقد ذهب الإمام مالك إلى أنه إذا تعلق بالوعد عزم على الموعود وجب الوفاء به . كما لو قال لغيره : تزوج ولك علي كل يوم كذا فتزوج وجب عليه أن يعطيه ما دام كذلك ، لأنه تعلق به حق آدمي . فالوعد يجب الوفاء به إلا لعذر .


[4523]:البيان لابن الأنباري جـ 2ص 435.