السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ} (3)

{ كبر } أي : عظم ، وقوله تعالى : { مقتاً } تمييز ، والمقت أشد البغض ، وزاد في تشنيعه زيادة في التنفير منه بقوله تعالى :{ عند الله } أي : الملك الأعظم الذي يحقر عنده كل متعاظم ، وقيل : إن كبر من أمثلة التعجب . وقد عده ابن عصفور في التعجب المبوب له في النحو فقال : صيغة ما أفعله وأفعل به ، وفعل ، نحو كرم الرجل ، وإليه نحا الزمخشري فقال : هذا من أفصح الكلام وأبلغه في معناه قصد في كبر التعجب من غير لفظه ، كقوله : غلت ناب كليب بواؤها ، ومعنى التعجب تعظيم الأمر في قلوب السامعين لأن التعجب لا يكون إلا من شيء خارج عن نظائره وأشكاله ، وقوله تعالى :{ أن تقولوا } أي : عظم من تلك الجهة أن يقع في وقت من الأوقات ، أو حال من الأحوال قولكم :{ ما لا تفعلون } فاعل كبر .