فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ} (3)

ثم ذمهم سبحانه على ذلك فقال :{ كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } . أي عظم ذلك في المقت ، وهو أشد البغض ، والمقت ، والمقاية مصدران يقال : مقيت ومقوت إذا لم يحبه الناس ، قال الكسائي : أن تقولوا في موضع رفع لأن كبر فعل بمعنى بئس ، ومقتا منتصب على التمييز ، وعلى هذا فيكون في كبر ضمير مبهم بالنكرة . وأن تقولوا هو المخصوص بالذم ، وقيل : إنه قصد بقوله كبر التعجب ، وقد عده ابن عصفور من أفعال التعجب المبوب لها في النحو وإليه نحا الزمخشري . وقال : هذا من أفصح الكلام وأبلغه ، ومعنى التعجب تعظيم الأمر في قلوب السامعين ، لأن التعجب لا يكون إلا من شيء خارج عن نظائره وأشكاله ، قال السمين : وهذه قاعدة مطردة ، وهي أن كل فعل يجوز التعجب منه ، يجوز أن يبنى على فعل بضم العين ويجري مجرى نعم وبئس في جميع الأحكام . وقيل : إنه ليس من أفعال الذم ولا من أفعال التعجب ، بل هو مسند إلى { أن تقولوا } ومقتا تمييز محول عن الفاعل .