في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ جَنَّـٰتُ ٱلۡمَأۡوَىٰ نُزُلَۢا بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (19)

( أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى )التي تؤويهم وتضمهم( نزلا )ينزلون فيه ويثوون ، جزاء ( بما كانوا يعملون ) . .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ جَنَّـٰتُ ٱلۡمَأۡوَىٰ نُزُلَۢا بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (19)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم أخبر بمنازل المؤمنين وفساق الكفار في الآخرة، فقال سبحانه: {أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم} في الآخرة {جنات المأوى} مأوى المؤمنين، ويقال: مأوى أرواح الشهداء {نزلا بما كانوا يعملون}.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"أمّا الّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالحِاتِ فَلَهُمْ جَنّاتُ المأْوَى" يقول تعالى ذكره: أما الذين صدّقوا الله ورسوله، وعملوا بما أمرهم الله ورسوله، فلهم جنات المأوى: يعني بساتين المساكن التي يسكنونها في الآخرة ويأوون إليها. وقوله: "نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ "يقول: نزلاً بما أنزلهموها جزاء منه لهم بما كانوا يعملون في الدنيا بطاعته.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

{وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ}: بما حَققوا -فلهم حُسْنُ الحال، وحميدُ المآلُ وجزيلُ المنال، وأَما الذين كدّوا وجحدوا، وفي معاملاتهم أساءوا وأفسدوا، فقصاراهم الخزيُ والهوان، وفنونٌ من المحن وألوان.. كلما راموا من محنتهم خلاصاً ازدادوا فيها انتكاساً، ولكما أَمَّلوا نجاةً جُرّعوا وزيدوا ياساً.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

و {جنات المأوى} نوع من الجنان؛ قال الله تعالى: {وَلَقَدْ رَءاهُ نَزْلَةً أخرى عِندَ سِدْرَةِ المنتهى عِندَهَا جَنَّةُ المأوى} [النجم: 15] سميت بذلك لما روي عن ابن عباس رضي الله عنه قال: تأوي إليها أرواح الشهداء.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

ثم بين عدم الاستواء على سبيل التفصيل، فقال: {أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى} إشارة إلى ما ذكرنا أن الله أحسن ابتداء لا لعوض، فلما آمن العبد وعمل صالحا قبله منه كأنه ابتداء فجازاه بأن أعطاه الجنة.

{نزلا} إشارة إلى أن بعدها أشياء، لأن النزل ما يعطي الملك النازل وقت نزوله، قبل أن يجعل له راتبا.

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :

أضاف الجنات إلى المأوى لأن ذلك الموضع يتضمن جنات.

" نزلا "أي ضيافة، والنزل: ما يهيأ للنازل والضيف.

أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي 685 هـ :

فإنها المأوى الحقيقي، والدنيا منزل مرتحل عنها لا محالة.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{فلهم جنات المأوى} أي الجنات المختصة دون الدنيا التي هي دار ممر، دون النار التي هي دار مفر لا مقر، بتأهلها للمأوى الكامل في هذا الوصف بما أشار إليه ب "ال "ثابتون فيها لا يبغون عنها حولاً، كما تبؤوا الإيمان الذي هو أهل للإقامة فيه فلم يبغوا به بدلاً.

... {بما كانوا} جبلة وطبعاً {يعملون} دائماً على وجه التجديد، فإن أعمالهم من رحمة ربهم...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

إنّ التعبير ب «نزلا»، والذي يقال عادةً للشيء الذي يهيّئونه لاستقبال وإكرام الضيف، إشارة لطيفة إلى أنّ المؤمنين يُستقبلون ويُخدمون دائماً كما هو حال الضيف، ويعتقد البعض أنّ «النزل» أوّل شيء يستقبل به الضيف الوارد لتوّه، وبناءً على هذا فإنّه إشارة لطيفة إلى أنّ جنّات المأوى بتمام نعمها وبركاتها هي أوّل ما يستقبل به ضيوف الرحمن، ثمّ تتبعها المواهب في بركات اُخرى لا يعلمها إلاّ الله سبحانه.

التعبير ب (لهم جنّات) لعلّه إشارة إلى أنّ الله سبحانه لا يعطيهم بساتين الجنّة عارية، بل يملّكهم إيّاها إلى الأبد، بحيث لا يعكّر هدوء فكرهم احتمال زوال هذه النعم مطلقاً.

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ جَنَّـٰتُ ٱلۡمَأۡوَىٰ نُزُلَۢا بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (19)

قوله تعالى : " أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى " أخبر عن مقر الفريقين غدا ، فللمؤمنين جنات المأوى ، أي يأوون إلى الجنات ؛ فأضاف الجنات إلى المأوى لأن ذلك الموضع يتضمن جنات . " نزلا " أي ضيافة . والنزل : ما يهيأ للنازل والضيف . وقد مضى في آخر " آل عمران " {[12679]} وهو نصب على الحال من الجنات ؛ أي لهم الجنات معدة ، ويجوز أن يكون مفعولا له .


[12679]:راجع ج 4 ص 321.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ جَنَّـٰتُ ٱلۡمَأۡوَىٰ نُزُلَۢا بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (19)

ولما نفى استواءهم ، أتبعه حال كل على سبيل التفصيل معبراً بالجمع لأن الحكم بإرضائه وإسخاطه يفهم الحكم على الواحد منه{[54801]} من باب الأولى فقال : { أما الذين آمنوا وعملوا } أي تصديقاً لإيمانهم { الصالحات فلهم جنات المأوى } أي الجنات المختصة دون الدنيا التي هي دار ممر ، دون النار التي هي دار مفر لا مقر ، بتأهلها للمأوى الكامل في هذا الوصف بما أشار{[54802]} إليه ب " ال " ثابتون فيها لا يبغون عنها حولاً ، كما تبؤوا الإيمان الذي هو أهل للإقامة فيه فلم يبغوا{[54803]} به بدلاً { نزلاً } أي عداداً لهم أول قدومهم في قول الحسن وعطاء ، وهو أوفق للمقام كما يعد للضيف على ما لاح { بما كانوا } جبلة وطبعاً { يعملون * } دائماً على وجه التجديد ، فإن أعمالهم {[54804]}من رحمة{[54805]} ربهم ، فإذا كانت هذه الجنات نزلاً فما ظنك بما بعد ذلك ! و{[54806]}هو لعمري ما أشار إليه قوله{[54807]} صلى الله عليه وسلم : " ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " وهم كل لحظة في زيادة لأن{[54808]} قدرة الله لا نهاية لها ، فإياك أن يخدعك خادع أو يغرك ملحد


[54801]:في ظ "و" والكلمة ساقطة من مد.
[54802]:في ظ وم ومد: أشارت.
[54803]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: فلم يبلغوا.
[54804]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: رحمة من.
[54805]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: رحمة من.
[54806]:سقطت الواو من ظ وم ومد.
[54807]:زيد من ظ وم ومد.
[54808]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: بأن.