فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ جَنَّـٰتُ ٱلۡمَأۡوَىٰ نُزُلَۢا بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (19)

ثم بيّن سبحانه عاقبة حال الطائفتين وبدأ بالمؤمنين فقال : { أَمَّا الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات فَلَهُمْ جنات المأوى } قرأ الجمهور : { جنات } بالجمع . وقرأ طلحة بن مصرف : " جنة المأوى " بالإفراد ، والمأوى هو الذي يأوون إليه ، وأضاف الجنات إليه ، لكونه المأوى الحقيقي . وقيل : المأوى جنة من الجنات ، وقد تقدّم الكلام على هذا ، ومعنى { نُزُلاً } أنها معدّة لهم عند نزولهم ، وهو في الأصل : ما يعدّ للنازل من الطعام والشراب كما بيّناه في آل عمران ، وانتصابه على الحال .

وقرأ أبو حيوة { نزلاً } بسكون الزاي . والباء في { بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } للسببية ، أي بسبب ما كانوا يعملونه ، أو بسبب عملهم .

/خ22