فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ جَنَّـٰتُ ٱلۡمَأۡوَىٰ نُزُلَۢا بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (19)

{ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى } قرئ بالجمع وبالإفراد ، والمأوى هو الذي يأوون إليه ، وأضاف الجنات إليه لكونه المأوى الحقيقي . وقيل : المأوى جنة من الجنات تأوي إليها أرواح الشهداء ، وقيل : هي عن يمين العرش ، وقد تقدم الكلام على هذا .

{ نُزُلا } أي : إنها معدة لهم عند نزولهم ، وهو في الأصل ما يعد للنازل من الطعام والشراب ، إكراما له كما بيناه في آل عمران ، وقرئ نزلا بسكون الزاي { بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أي بسبب ما كانوا يعملونه ، وليس المراد السبب الحقيقي ، حتى يخالف حديث ( لا يدخل أحد منكم الجنة بعمله ) . بل ما يفضي إلى الجنة بمقتضى وعد الله تعالى ثم ذكر الفريق الآخر فقال : { وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا }