في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَآۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ} (7)

وهو المشرف على هذا الكون الحافظ لمن فيه وما فيه :

( رب السماوات والأرض وما بينهما . إن كنتم موقنين ) . .

فما ينزله للناس يربيهم به ، هو طرف من ربوبيته للكون كله ، وطرف من نواميسه التي تصرف الكون . . والتلويح لهم باليقين في هذا إشارة إلى عقيدتهم المضطربة المزعزعة المهوشة ، إذ كانوا يعترفون بخلق الله للسماوات والأرض ، ثم يتخذون من دونه أرباباً ، مما يشي بغموض هذه الحقيقة في نفوسهم وسطحيتها وبعدها عن الثبات واليقين .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَآۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ} (7)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين} بتوحيد الرب تعالى.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

ويعني بقوله:"رَبّ السّمَوَات والأرْضِ وَما بَيْنَهُما": الذي أنزل هذا الكتاب يا محمد عليك، وأرسلك إلى هؤلاء المشركين رحمة من ربك، مالك السموات السبع والأرض وما بينهما من الأشياء كلها.

"إنْ كُنْتُمْ مُوقِنِين": إن كنتم توقنون بحقيقة ما أخبرتكم من أن ربكم ربّ السموات والأرض، فإن الذي أخبرتكم أن الله هو الذي هذه الصفات صفاته، وأن هذا القرآن تنزيله، ومحمدا صلى الله عليه وسلم رسوله حق يقين، فأيقنوا به كما أيقنتم بما توقنون من حقائق الأشياء غيره...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

يحتمل {رب السماوات والأرض} أي خالقهما وخالق ما فيهما ومُنشئ ذلك كله.

ويحتمل أن يكون قوله: {إن كنتم موقنين} على إثر قوله: {رب السماوات والأرض} أي هو رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم تعلمون أنه رب ما ذكر، فكيف تصرفون العبادة واسم الألوهية إلى من ليس برب ما ذكر أن الإيقان، هو العلم بالشيء حقيقة؟...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ومعنى (إن كنتم موقنين) أي إن كنتم ممن يطلب اليقين، فهذا طريق اليقين يلج الصدور بالعلم، وهو حال يجده الإنسان من نفسه عند التعقل، ولهذا يقال: من وجد برد اليقين كان من المتقين.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

المقصود من هذه الآية أن المنزل إذا كان موصوفا بهذه الجلالة والكبرياء كان المنزل الذي هو القرآن في غاية الشرف والرفعة.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

{إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ}: عالمين بذلك علما مفيدا لليقين فاعلموا أن الرب للمخلوقات هو إلهها الحق...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ما ينزله للناس يربيهم به، هو طرف من ربوبيته للكون كله، وطرف من نواميسه التي تصرف الكون.. والتلويح لهم باليقين في هذا إشارة إلى عقيدتهم المضطربة المزعزعة المهوشة، إذ كانوا يعترفون بخلق الله للسماوات والأرض، ثم يتخذون من دونه أرباباً، مما يشي بغموض هذه الحقيقة في نفوسهم وسطحيتها وبعدها عن الثبات واليقين...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

هذا عود إلى مواجهة المشركين بالتذكير على نحو ما ابتدأت به السورة، وهو تخلّص للاستدلال على تفرد الله بالإلهية إلزاماً لهم بما يُقرّون به من أنه ربّ السماوات والأرض وما بينهما، ويُقرون بأن الأصنام لا تخلق شيئاً، غير أنهم مُعرضون عن نتيجة الدليل ببطلان إلهية الأصنام...فلما لم يكن مجال للريب في أنه تعالى هو الإله الحق أعقب هذا الاستدلال بجملة {إن كنتم موقنين} بطريقة إثارة التيقظ لعقولهم إذ نزلهم منزلة الْمَشْكُوكِ إيقانُهم لعدم جريهم على موجب الإيقان لله بالخالقية حين عبدوا غيره؛ بأنْ أُتي في جانب فرض إيقانهم بطريقة الشرط، وأُتي بحرف الشرط الذي أصله عدم الجزم بوقوع الشرط...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

لمّا كان كثير من المشركين يعتقدون بوجود آلهة وأرباب عديدين، وكانوا يظنون أن لكل موجود من الموجودات إله. ولمّا كان التعبير ب (ربّك) في الآية السابقة يمكن أن يوهم أن ربّ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غير ربّ الموجودات الأُخرى، فإن هذه الآية أبطلت كل هذه الأوهام بجملة (ربّ السماوات والأرض وما بينهما) وأثبتت أن ربّ كل موجودات العالم واحد...