في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَحۡيَآءٗ وَأَمۡوَٰتٗا} (26)

ثم جولة في هذه الأرض ، وتقدير الله فيها لحياة البشر ، وإيداعها الخصائص الميسرة لهذه الحياة :

ألم نجعل الأرض كفاتا ? أحياء وأمواتا ? وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتا ? ويل يومئذ للمكذبين . .

ألم نجعل الأرض كفاتا تحتضن بنيها أحياء وأمواتا .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَحۡيَآءٗ وَأَمۡوَٰتٗا} (26)

وفي بطنها أمواتا لا يحصرون .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{أَحۡيَآءٗ وَأَمۡوَٰتٗا} (26)

وقوله تعالى : { أَحْيَاء وأمواتا } مفعول لفعل محذوف لنكفاتاً لأن اسم الجنس وكذا اسم الآلة كما صرح به النحاة لا يعمل أي ألم نجعلها كفاتاً تكفت وتجمع أحياء كثيرة على ظهرها وأمواتاً غير محصورة في بطنها وقيل هو مصدر كالقتال نعت به للمبالغة فلا يحتاج إلى تقدير فعل وقيل جمع كافت كصيام وصائم فلا يحتاج إلى تقدير أيضاً أو جمع كفت بكسر الكاف وسكون الفاء وهو الوعاء كقدح وقداح وأجرى على الأرض مع جمعه وأفرادها باعتبار أقطارها وجوز انتصاب الجمعين على الحالية من مفعول { كفاتاً } المحذوف والتقدير كفاتاً إياهم أو إياكم أو كفاتاً الإنس أحياءً وأمواتاً أو من مفعول حذف مع فعله أي كفاتاً تكفتهم أو تكفتكم أو تكفت الإنس أحياءً وأمواتاً وأن يكون انتصابهما على المفعولية لنجعل بتقدير مضاف أي ذات أحياء وأموات أو على أن المراد بأمواتاً الأرض الموات على ما أخرجه ابن أبي حاتم عن مجاهد وبإحياء ما يقابلها وانتصاب كفاتاً على الحالية من الأرض وأنت تعلم أن انتصابهما على المفعولية أظهر وبعده انتصابهما على الحالية من محذوف وتنوينهما على ما سمعت أولاً للتكثير وجوز أن يكون للتبعيض بإرادة إحياء الإنس وأمواتهم وهم ليسوا بجميع الأحياء والأموات ولا ينافي ذلك التفخيم نظراً إلى أنه بعض غير محصور كثير في نفسه فلا تغفل واستدل الكيا بالآية على وجوب مواراة الميت ودفنه وقال ابن عبد البر احتج ابن القاسم بها على قطع النباش لأنه تعالى جعل القبر للميت كالبيت للحي فيكون حرزاً ولا يخفي ضعف الاستدلالين .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَحۡيَآءٗ وَأَمۡوَٰتٗا} (26)

قوله : { ألم نجعل الأرض كفاتا } كفاتا ، منصوب على الحال{[4721]} والكفات ، الموضع الذي يكفت فيه شيء . أي يضم . كفته ، ضمّه إليه . وفي الحديث " اكفتوا صبيانكم بالليل فإن للشيطان خطفة " {[4722]} .

والمعنى : ألم نجعل الأرض ضامّة تضم الأحياء على ظهورها والأموات في بطنها . وذلك من الكفت وهو الضم والجمع . أو ألم نجعل الأرض كفات أحيائكم وأمواتكم ، فتكفت أحياءكم في المساكن والمنازل ، أي تضمهم فيها وتجمعهم . وكذلك تكفت أمواتكم في بطونها في القبور فيدفنون فيها وهو قوله : { أحياء وأمواتا } .


[4721]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 487.
[4722]:مختار الصحاح ص 573.

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَحۡيَآءٗ وَأَمۡوَٰتٗا} (26)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

أليس قد جعل لكم الأرض كفاتا لكم، تدفنون فيها أمواتكم وتبثون عليها أحياءكم، وتسكنون عليها فقد كفت الموتى والأحياء.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

ألم نجعل الأرض كِفاتَ أحيائكم وأمواتكم، تَكْفِت أحياءكم في المساكن والمنازل، فتضمهم فيها وتجمعهم، وأمواتَكم في بطونها في القبور، فيُدفَنون فيها.

وجائز أن يكون عُني بقوله:"كِفاتا أحْياء وأمْوَاتا "تكفت أذاهم في حال حياتهم، وجيفهم بعد مماتهم.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

فإن قلت: لم قيل أحياء وأمواتاً على التنكير، وهي كفات الأحياء والأموات جميعاً؟ قلت: هو من تنكير التفخيم، كأنه قيل: تكفت أحياء لا يعدون وأمواتاً لا يحصرون على أنّ أحياء الإنس وأمواتهم ليسوا بجميع الأحياء والأموات.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

الأرض تكفت الأحياء على ظهرها، وتكفت الأموات في بطنها...

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

أَحْيَاءً} في الدور، {وَأَمْوَاتًا} في القبور، فكما أن الدور والقصور من نعم الله على عباده ومنته، فكذلك القبور، رحمة في حقهم، وسترا لهم، عن كون أجسادهم بادية للسباع وغيرها.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

محلّ الامتنان هو قوله: {أحياءً} وأمَّا قوله: {وأمواتاً} فتتميم وإدماج.

{أحياء} مفعول {كِفاتاً} لأن {كفاتاً} فيه معنى الفِعل كأنه قيل كافتةً أحياءً، وقد يقولون منصوب بفعل مقدر دلّ عليه {كِفاتاً} وكل ذلك متقارب.

و {أمواتاً} عطف عليه وهو إدماج وتتميم لأن فيه مشاهدة الملازمة بين الأحياء والأموات تدلّ على أن الحياة هي المقصود من الخلقة.

وهذا تقرير لهم بالاعتراف بالأحوال المشاهدة في الأرض الدالة على تفرد الله تعالى بالإِلهية.

{أحياء} و {أمواتاً}: فائدة ذكر هذين الجَمْعين ما في معنييهما من التذكير بالحياة والموت.

وقد تصدى الكلام لإِثبات البعث بشواهد ثلاثة:

أحدها: بحال الأمم البائدة في انقراضها.

الثاني: بحال تكوين الإِنسان.

الثالث: مصير الكل إلى الأرض وفي كل ذلك إبطال لإِحالتهم وقوع البعث لأنهم زعموا استحالته فأبطلت دعواهم بإثبات إمكان البعث فإنه إذ ثبت الإِمكان بطلت الاستحالة فلم يبق إلاّ النظر في أدلة ترجيح وقوع ذلك الممكن.

وفي الآية امتنان يجعل الأرض صالحة لدفن الأموات، وقد ألهم الله لذلك ابنَ آدم حين قتَل أخاه كما تقدم ذكره في سورة المائدة، فيؤخذ من الآية وجوب الدفن في الأرض إلاّ إذا تعذر ذلك كالذي يموت في سفينة بعيدة عن مراسي الأرض أو لا تستطيع الإِرساء، أو كان الإِرساء يضر بالراكبين أو يُخاف تعفن الجثة فإنها يُرمى بها في البحر وتثقَّل بشيء لترسُب إلى غريق الماء. وعليه فلا يجوز إحراق الميت كما يفعل مَجُوس الهند، وكان يفعله بعض الرومان، ولا وضعُه لكواسر الطير كما كان يفعل مَجُوس الفرس، وكان أهل الجاهلية يتمدحون بالميت الذي تأكله السباع أو الضباع وهو الذي يموت قتيلاً في فلاة.