فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَحۡيَآءٗ وَأَمۡوَٰتٗا} (26)

{ أَحْيَاء وأمواتاً } وأنشد سيبويه :

كرام حين تنكفت الأفاعي *** إلى أجحارهنّ من الصقيع

قال أبو عبيدة : كفاتاً أوعية ، ومنه قول الشاعر :

فأنت اليوم فوق الأرض حيّ *** وأنت غداً تضمن في كفات

أي في قبر ، وقيل : معنى جعلها كفاتاً : أنه يدفن فيها ما يخرج من الإنسان من الفضلات . وقال الأخفش وأبو عبيدة : الأحياء والأموات وصفان للأرض : أي الأرض منقسمة إلى حيّ وهو الذي ينبت ، وإلى ميت وهو الذي لا ينبت . قال الفرّاء : انتصاب أحياء وأمواتاً بوقوع الكفات عليه : أي ألم نجعل الأرض كفات أحياء وأموات ، فإذا نوّن نصب ما بعده . وقيل : نصباً على الحال من الأرض : أي منها كذا ومنها كذا . وقيل : هو مصدر نعت به للمبالغة . وقال الأخفش : كفاتاً جمع كافتة ، والأرض يراد بها الجمع فنعتت بالجمع . وقال الخليل : التكفت تقليب الشيء ظهراً لبطن ، أو بطناً لظهر ، ويقال انكفت القوم إلى منازلهم : أي ذهبوا .

/خ28