الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَحۡيَآءٗ وَأَمۡوَٰتٗا} (26)

ثم قال تعالى : ( ألم نجهل الارض كفاتا ( أحياء ) {[72815]} )

أي : الم نجعل أيها الناس الأرض لكم وعاء ، أنتم على ظهرها في مساكنكم مجتمعون أحياء وفي بطنها أمواتا {[72816]} .

[ يذكرهم ] {[72817]} ( الله ) {[72818]} بنعمه {[72819]} عليهم .

يقال كفتُّ الشيء إذا جمعته وأحرزته {[72820]} .

روي عن ابن مسعود أنه " وجد قملة في ثوبه فدفنها في المسجد ثم قال : ( ألم نجعل الارض كفاتا ، أحياء {[72821]} وأمواتا ) {[72822]} .

وقال مجاهد- في الرجل يرى القملة في ثوبه وهو في المسجد- قال : " إن شئت فألقها وإن شئت [ فوارها ] {[72823]} . ثم قرأ {[72824]} : ( ألم نجعل الارض كفاتا . . . الآية ) {[72825]}

قال الشعبي : ( كفاتا ) : " بطنها لأمواتكم ، وظهرها لأحيائكم " {[72826]}

وقال مجاهد : ( كفاتا ) : تكفت أذاهم وما يخرج منهم أحياء وأمواتا ، أي : تضم ذلك {[72827]} .

ونصب أحياء وأمواتا ) " بكفات " ، أي : تضم أحياء وأمواتا {[72828]}وقيل : التقدير كفات أحياء وأموات ، أي : ضمهم ، [ فلما ] {[72829]} نون نصب ما بعده ، كما تقول : رأيت ضرب زيد . فإن نونت " ضربا " ، نصبت {[72830]} " زيدا " أو رفعته {[72831]} .


[72815]:- ساقط من أ، ث.
[72816]:- انظر جامع البيان 29/236.
[72817]:- م: يذكركم.
[72818]:- ساقط من أ.
[72819]:- أ: نعمة.
[72820]:- انظر: معاني الفراء 3/224 والغريب لابن قتيبة: 506 ومعاني الزجاج 5/267 وإعراب النحاس 5/117 وتفسير القرطبي 19/161 واللسان: (كفت)، وفيه: "كَفَتَ الشيءَ يَكْفِتُهُ كَفْتاً وكفته ضمه وقبضه".
[72821]:- أ: ألم نجعل الأرض كفاتا الاية.
[72822]:- جامع البيان 29/237 والدر 8/384.
[72823]:- م: فوارها يقال: "واريتُ كذا: إذا سَتَرْتُهُ" مفردات الراغب: 557 (ورى).
[72824]:- أ، ث: ثم قال.
[72825]:- جامع البيان 29/237.
[72826]:- انظر المصدر السابق.
[72827]:- انظر المصدر السابق.
[72828]:- انظر معاني الأخفش 2/724-25 وجامع البيان 29/238 وبيّنه بأن ذلك على الحال عند بعض نحويي البصرة. وإعراب النحاس 5/118 وابن الأنباري 2/487.
[72829]:- اختلطت حروفها في م، وكأنها: "فلو".
[72830]:- ث: نضفت.
[72831]:- انظر هذا التقدير في معاني الفراء: 3/224.