الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{أَحۡيَآءٗ وَأَمۡوَٰتٗا} (26)

{ أَحْيَآءً وأمواتا } كأنه قيل : كافتة أحياء وأمواتاً . وبفعل مضمر يدل عليه وهو تكفت . والمعنى : تكفت أحياء على ظهرها ، وأمواتاً في بطنها . وقد استدل بعض أصحاب الشافعي رحمه الله على قطع النباش بأنّ الله تعالى جعل الأرض كفاتاً للأموات ، فكان بطنها حرزاً لهم ؛ فالنباش سارق من الحرز .

فإن قلت : لم قيل أحياء وأمواتاً على التنكير ، وهي كفات الأحياء والأموات جميعاً ؟ قلت : هو من تنكير التفخيم ، كأنه قيل : تكفت أحياء لا يعدون وأمواتاً لا يحصرون ، على أنّ أحياء الإنس وأمواتهم ليسوا بجميع الأحياء والأموات . ويجوز أن يكون المعنى : تكفتكم أحياء وأمواتاً ، فينتصبا على الحال من الضمير ؛ لأنه قد علم أنها كفات الإنس .