في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِن يَسۡـَٔلۡكُمُوهَا فَيُحۡفِكُمۡ تَبۡخَلُواْ وَيُخۡرِجۡ أَضۡغَٰنَكُمۡ} (37)

32

( إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ، ويخرج أضغانكم ) . .

وهذا النص يوحي بحكمة اللطيف الخبير ، كما يوحي برحمته ولطفه بالنفوس . ويكشف عن التقدير الدقيق في تكاليف هذا الدين ، ومراعاته للفطرة ، وتناسقه مع بشرية البشر بكل استعداداتها ، وطاقاتها ، وأحوالها . فهو عقيدة ربانية لإنشاء نظام رباني إنساني . نظام رباني من ناحية أن الله هو الذي يقيم منهجه وقواعده ؛ وإنساني من ناحية أن الله يراعي في تكاليفه طاقة الإنسان وحاجته . والله هو الذي خلق ، وهو أعلم بمن خلق ، وهو اللطيف الخبير .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِن يَسۡـَٔلۡكُمُوهَا فَيُحۡفِكُمۡ تَبۡخَلُواْ وَيُخۡرِجۡ أَضۡغَٰنَكُمۡ} (37)

فيُحْفِكم : فيلحّ عليكم ويجهدكم بطلبها ، يقال أحفاه بالمسألة : إذا لم يترك شيئا من الإلحاح .

أضغانكم : أحقادكم .

وهو عليم بأنكم أشحّة على أموالكم ، فلو طلبها لبخلتم بها وظهرتْ أحقادكم على طالبيها .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِن يَسۡـَٔلۡكُمُوهَا فَيُحۡفِكُمۡ تَبۡخَلُواْ وَيُخۡرِجۡ أَضۡغَٰنَكُمۡ} (37)

قوله تعالى : { إن يسألكموها فيحفكم } أي : يجهدكم ويلحف عليكم بمسألة جميعها ، يقال : أحفى فلان فلاناً إذا جهده ، وألحف عليه بالمسألة . { تبخلوا } بها فلا تعطوها . { ويخرج أضغانكم } بغضكم وعداوتكم ، قال قتادة : علم الله أن في مسألة الأموال خروج الأضغان .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِن يَسۡـَٔلۡكُمُوهَا فَيُحۡفِكُمۡ تَبۡخَلُواْ وَيُخۡرِجۡ أَضۡغَٰنَكُمۡ} (37)

قوله تعالى : " إن يسألكموها فيحفكم " يلح عليكم ، يقال : أحفى بالمسألة وألحف وألح بمعنى واحد . والحفي المستقصي في السؤال ، وكذلك الإحفاء الاستقصاء في الكلام والمنازعة . ومنه أحفى شاربه أي استقصى في أخذه . " تبخلوا ويخرج أضغانكم " أي يخرج البخل أضغانكم . قال قتادة : قد علم الله أن في سؤال المال خروج الأضغان . وقرأ ابن عباس ومجاهد وابن محيصن وحميد " وتخرج " بتاء مفتوحة وراء مضمومة . " أضغانكم " بالرفع لكونه الفاعل . وروى الوليد عن يعقوب الحضرمي " ونخرج " بالنون . وأبو معمر عن عبد الوارث عن أبي عمرو " ومخرج " بالرفع في الجيم على القطع والاستئناف والمشهور عنه " ويخرج " كسائر القراء ، عطف على ما تقدم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِن يَسۡـَٔلۡكُمُوهَا فَيُحۡفِكُمۡ تَبۡخَلُواْ وَيُخۡرِجۡ أَضۡغَٰنَكُمۡ} (37)

ولما كان الإنسان ، لما جبل عليه من النقصان ، قد يهلك جميع أمواله لهواً ولعباً بالمقامرة ونحوها ، ولا ينهاه ذلك بل لا يزيده إلا إقبالاً رجاء أن يظفر ، ولو سئل جميع ماله في الطاعة لبخل ، قال تعالى ذاكراً لهم ذلك تنبيهاً عليه وإيماء إلى حلمه تعالى عنهم وتحببه إليه معللاً ما قبله : { أن يسئلكموها } أي الأموال كلها ، ولما كانت{[59970]} الأموال قد تطلق على معظمها ، حقق المعنى بقوله : { فيحفكم } أي يبالغ في سؤالكم ويبلغ فيه الغاية حتى يستأصلها فيجهدكم بذلك { تبخلوا } فلا تعطوا شيئاً { ويخرج } أي الله أو المصدر المفهوم من " تبخلوا " بذلك السؤال { أضغانكم * } أي ميلكم عنه حتى يكون آخر{[59971]} ذلك عداوة وحقداً ، وقد دل{[59972]} إضافة الأضغان إلى ضميرهم أن كل إنسان ينطوي بما له من النقصان ، على ما جبل عليه من الإضغان ، إلا من عصم الرحيم الرحمن ، قال الرازي : وهذا دليل على أن العبد إذا منع في مواسم الخيرات سوى الزكاة لم يخرج من البخل ، فحد البخل منع ما يرتضيه الشرع والمروءة فلا بد من مراعاة المروءة ورفع قبح الأحدوثة ، وذلك يختلف باختلاف الأشخاص ، وقدم المادة مهما{[59973]} ظهر له أن فائدة البذل أعظم من فائدة الإمساك ثم{[59974]} يشق عليه البذل فهو بخيل محب للمال ، والمال لا ينبغي أن يحب لذاته بل لفائدته ، وحفظ المروءة {[59975]}أعظم و{[59976]}أفضل وأقوى من التنعم بالأكل الكثير مثلاً .


[59970]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: كان.
[59971]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: أحس.
[59972]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: ذلك أيضا أن.
[59973]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: منهما.
[59974]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: لم-كذا.
[59975]:سقط ما بين الرقمين من م ومد.
[59976]:سقط ما بين الرقمين من م ومد.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{إِن يَسۡـَٔلۡكُمُوهَا فَيُحۡفِكُمۡ تَبۡخَلُواْ وَيُخۡرِجۡ أَضۡغَٰنَكُمۡ} (37)

{ إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم }

{ إن يسألكموها فحيفك } يبالغ في طلبها { تبخلوا ويخرج } البخل { أضغانكم } لدين الإسلام .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِن يَسۡـَٔلۡكُمُوهَا فَيُحۡفِكُمۡ تَبۡخَلُواْ وَيُخۡرِجۡ أَضۡغَٰنَكُمۡ} (37)

قوله : { إن يسألكموها فيحفكم } يعني إن يسألكم ربكم أموالكم { فيحفكم } أي يجهدكم في الطلب . من الإحفاء وهو المبالغة وبلوغ الغاية في كل شيء أحفاه في المسألة ، إذا بالغ في الإلحاح وألح عليه في السؤوال وجهده{[4250]} والحفي المستقصي في السؤال .

قوله : { تبخلوا ويخرج أضغانكم } أي لو سألكم أن تخرجوا أموالكم كلها تبخلوا ويخرج البخل أضغانكم . أو يخرج بمسألته أضغانكم ، أي تظهر بذلك أحقادكم .


[4250]:مختار الصحاح ص 146 والمعجم الوسيط جـ 1 ص 186.