قوله : «فَيُحْفِكُمْ » عطف على الشرط و«تَبْخَلُوا » جواب الشرط . قال ابن الخطيب : الفاء في قوله : «فَيُحْفِكُمْ » لِلإشارَة إلى أن الإحْفَاءَ يتبع السؤال لشُحِّ الأَنْفُس ، وذلك لأن العطف بالواو قد يكون لمباينين{[51547]} وبالفاء لا يكون إلا للمتعاقبين ، أو متعلقين أحدهما بالآخر فكأنه تعالى يبين أن الإحْفَاء يقع عقيبَ السؤال لأن الإنسان بمجرد السؤال لا يعطي شيئاً{[51548]} . قال المفسرون : فيُحْفِكُمْ يُجْهِدُكم وبلحف عليكم بمسألة جميعها يقال : أَحْفَى فلانٌ فلاناً إذا جهده وَألحَفَ قلبهُ في المسألة{[51549]} .
قوله : { تَبْخَلُواْ وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ } العامة على إسناد «يُخْرِجْ » إلى ضمير فاعل إما الله تعالى أو الرسول أو السّؤَال{[51550]} ؛ لأنه سبب وهو مجزوم عطفاً على جواب الشرط وروي عن أبي عمرو رفعه على الاستئنَافِ{[51551]} وقرأ أيضاً بفتح الياء وضم الراء ورفع «أَْضْغَانُكُمْ » فاعلاً{[51552]} .
وابن عباس في آخرين وتَخْرُجْ بالتاء{[51553]} من فوق وضم الراء أضْغَانُكُمْ فاعل به{[51554]} . ويعقوب وَنخْرِجْ بنون العظمة وكسر الراء أضْغَانَكُمْ نصباً{[51555]} .
وقرئ : وَيُخْرَجْ بالياء على البناء للمفعول أضْغَانُكُمْ رفعاً به{[51556]} . وعيسى كذلك{[51557]} إلا أنه نصبه بإضمار أن عطفاً على مصدر متوهم أي بأن يُكَفَّ بُخْلُكُمْ وإخْرَاجَ أضغَانِكُمْ بُغْضُكُمْ وَعَدَاوَتُكُمْ{[51558]} .
قال قتادة : علم الله أن في مسألة الأموال خروج الأَضْغَان{[51559]} يعني ما طلبها ولو طلبها وألحَّ عليكم في الطلب لبخلتم كيف وأنتم تبخلون باليسير فكيف لا تبخلون بالكثير فيخرج أضغانكم بسببه . فإن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذا طلبوا منكم وأنتم لمحبة الأموال وشُحِّ الأنفس تمتنعون فيفضي إلى القتال وتظهر به الضغائن{[51560]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.