فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِن يَسۡـَٔلۡكُمُوهَا فَيُحۡفِكُمۡ تَبۡخَلُواْ وَيُخۡرِجۡ أَضۡغَٰنَكُمۡ} (37)

{ إِن يَسْأَلْكُمُوهَا } أي أموالكم كلها { فَيُحْفِكُمْ } قال المفسرون : يجهدكم ، ويلحف عليكم بمسألة جميعها ، يقال : أحفى بالمسألة وألحف وألح بمعنى واحد ، والمحفي : المستقصي في السؤال ، والإحفاء : الاستقصاء في الكلام ، ومنه إحفاء الشارب : أي استئصاله ، وجواب الشرط قوله : { تَبْخَلُواْ } أي إن يأمركم بإخراج جميع أموالكم تبخلوا بها ، وتمتنعوا من الامتثال { وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ } معطوف على جواب الشرط ، ولهذا قرأ الجمهور { يخرج } بالجزم ، وروي عن أبي عمرو أنه قرأ بالرفع عن الاستئناف ، وروي عنه أنه قرأ بفتح الياء وضم الراء ورفع أضغانكم ، وروي عن يعقوب الحضرمي أنه قرأ بالنون ، وقرأ ابن عباس ومجاهد وابن محيصن وحميد بالفوقية المفتوحة مع ضم الراء . وعلى قراءة الجمهور ، فالفاعل ضمير يعود إلى الله سبحانه ، أو إلى البخل المدلول عليه بتبخلوا . والأضغان : الأحقاد ، والمعنى : أنها تظهر عند ذلك . قال قتادة : قد علم الله أن في سؤال المال خروج الأضغان .

/خ38