فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِن يَسۡـَٔلۡكُمُوهَا فَيُحۡفِكُمۡ تَبۡخَلُواْ وَيُخۡرِجۡ أَضۡغَٰنَكُمۡ} (37)

{ إن يسألكموها } أي أموالكم كلها { فيحفكم } أي يبالغ في طلبها ، قال المفسرون : يجهدكم ويلحف عليكم بمسألة جميعها ؛ يقال : أحفى بالمسألة ، وألحف وألح ، بمعنى واحد والمحفي المستقصي في السؤال والإحفاء والإستقصاء في الكلام ، ومنه إحفاء الشارب أي استئصاله ، وجواب الشرط قوله : { تبخلوا } أي إن يأمركم بإخراج جميع أموالكم تبخلوا بها ، وتمتنعوا من الامتثال .

{ ويخرج أضغانكم } الأضغان الأحقاد ، والمعنى أنها تظهر عند ذلك قال قتادة : قد علم الله أن في سؤال المال خروج الأضغان لدين الإسلام من حيث محبة المال بالجبلة والطبيعة ، ومن نوزع في حبيبه ظهرت طويته التي كان يسرها .