في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجۡعِ} (11)

ولعل طائفا من شك ، أو بقية من ريب ، تكون باقية في النفس ، في أن هذا لا بد كائن . . فمن ثم يجزم جزما بأن هذا القول هو القول الفصل ، ويربط بين هذا القول وبين مشاهد الكون ، كما صنع في مطلع السورة :

( والسماء ذات الرجع ، والأرض ذات الصدع ، إنه لقول فصل ، وما هو بالهزل ) . .

والرجع المطر ترجع به السماء مرة بعد مرة ،

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجۡعِ} (11)

الرجع : إعادة الشيء إلى ما كان عليه ، والمراد هنا المطر .

وبعد أن بين الله تعالى أمر المبدأ والمعاد ، وأنه قادر على إعادة الحياة ، ووجّه الأنظار إلى التدبر في برهان هذه القدرة ، شرع يثبت صحةَ رسالة النبي الكريم إلى الناس كافّة ، وصحةَ ما يأتيهم به من عند الله ، وهو القرآن الكريم ، ذلك الكتابُ الذي لا ريبَ فيه ، فأَقسم على صدق هذا الكتاب فقال :

{ والسمآء ذَاتِ الرجع } ، أُقسِم بالسماء ذاتِ المطر ( وهو أنفعُ شيء ينتظره الخلْق ، الذي يرجع حينا بعد حين ، ولولاه لهلَك الناسُ ، وهلَك الخلق ، هذا الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي . . )

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجۡعِ} (11)

ولما اشتملت هذه الجمل على وجازتها على الذروة العليا من البلاغة في إثبات البعث والجزاء والوحدانية له سبحانه وتعالى إلى غير ذلك من بحور العلوم ، فثبت أن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى ، فثبت أن كل ما فيه حق مع منازعتهم{[72717]} في ذلك كله-{[72718]} ، اقتضى الحال الإقسام على حقيته فقال : { والسماء } أي التي كان المطلع{[72719]} الإقسام بها ووصفها بما يؤكد العلم بالبعث الذي هو منبع العلوم والتقوى فعليه{[72720]} مدار السعادة فقال : { ذات الرجع * } التي ترجع بالدوران إلى الموضع الذي ابتدأت الدوران منه فترجع{[72721]} الأحوال التي كانت وتصرمت من الليل والنهار والشمس والقمر والكواكب والفصول من الشتاء وما فيه من برد ومطر ، والصيف وما فيه من حر وصفاء وسكون {[72722]}وغير ذلك{[72723]} والنبات بعد تهشمه وصيرورته تراباً مختلطاً بتراب الأرض وترجع الماء على قول من يقول : إن السحاب يأخذه من البحر ويعلو به فيعصره في الهواء ثم يرده إلى الأرض - وغير ذلك من الأمور الدال{[72724]} كل منها قطعاً على أن فاعل ذلك{[72725]} قادر على إعادة كل ما فني كما كان من غير فرق أصلاً .


[72717]:من ظ و م، وفي الأصل: مسارعتهم.
[72718]:زيد من ظ و م.
[72719]:من ظ و م، وفي الأصل: مطلع.
[72720]:من ظ و م، وفي الأصل: وعليه.
[72721]:من ظ و م، وفي الأصل: فيرجع.
[72722]:تكرر ما بين الرقمين في الأصل فقط.
[72723]:تكرر ما بين الرقمين في الأصل فقط.
[72724]:زيد في الأصل: على، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72725]:زيد في الأصل: قطعا، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.