فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجۡعِ} (11)

{ والسماء ذات الرجع } أي التي ترجع بالدوران إلى الموضع الذي تتحرك عنه ، قال الزجاج : الرجع المطر ، لأنه يجيء ويتكرر ، قال الخليل الرجع المطر نفسه ، والرجع نبات الربيع .

قال الواحدي : الرجع المطر في قول جميع المفسرين ، وفي هذا نظر فإن ابن زيد قال الرجع الشمس والقمر والنجوم يرجعن في السماء تطلع من ناحية وتغيب في ناحية ، وقال بعض المفسرين ذات الرجع ذات الملائكة لرجوعهم إليها بأعمال العباد ، وقال بعضهم معناه ذات النفع .

ووجه تسمية المطر رجعا ما قاله القفال أنه مأخوذ من ترجيع الصوت وهو إعادته وكذا المطر لكونه يعود مرة بعد أخرى سمي رجعا ، وقيل إن العرب كانوا يزعمون أن السحاب تحمل الماء من بحار الأرض ثم ترجعه إلى الأرض ، وقيل سمته العرب رجعا لأجل التفاؤل ليرجع عليهم وقيل لأن الله يرجعه وقتا بعد وقت ، وقال ابن عباس الرجع المطر بعد المطر .