السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجۡعِ} (11)

ثم ذكر تعالى قسماً آخر فقال تعالى : { والسماء } أي : التي تقدّم الإقسام بها ، وَصَفَها بما يؤكد العلم بالبعث فقال تعالى : { ذات الرجع } أي : التي ترجع بالدوران إلى الموضع الذي تتحرك عنه فترجع الأحوال التي كانت ، وتصرّمت من الليل والنهار والشمس والقمر والكواكب ، والفصول من الشتاء وما فيه من برد ومطر ، والصيف وما فيه من حرّ وصفاء وسكون ، وغير ذلك . وقيل : ذات النفع . وقيل : ذات الملائكة لرجوعهم فيهم بأعمال العبادة . وقيل : ذات المطر لعوده كل حين ، أو لما قيل : من أن السحاب تحمل الماء من البحار ، ثم ترجعه إلى الأرض ، وعلى هذا يجوز أن يراد بالسماء السحاب .